قاسم: صفقة القرن وُلدت ميتة وتحوّلت هدفاً انتحابيّاً
أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنه “عندما ننظر إلى ساحتنا، نرى أنَّ القضية الكبرى هي قضية فلسطين، وإذا راجعنا كلَّ الآلام والمرارات والحروب والصعوبات التي أحاطت بمنطقتنا، نجدُ أنَّ سببها هو الاحتلال الإسرائيلي المدعوم استكبارياً ظلماً وعدواناً، ومشاكل المنطقة من “إسرائيل”، وإذا ظنَّ البعض أنَّ “إسرائيل” تحتلّ فلسطين فهو واهم”، موضحاً أن “الجميع شاهد لقاءً هزيلاً يرعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع عدد قليل جداً من دول العالم لأن الفلسطيني لم يشارك ولم يوافق فجرّد صفقة القرن من محتواها وتحوّلت من خارطة طريق إلى مجرد إعلان لا يسمن ولا يغني من جوع”.
واعتبر قاسم في كلمة له خلال احتفال بالذكرى 41 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران أقامه “تجمع العلماء المسلمين”، أن “الصفقة وُلدت ميتة قبل أن ترى أي أمل في حياتها وفي مستقبلها”، وقال “صفقة القرن في إعلانها الباهت تحوّلت إلى هدف انتخابي، ولم تعد قادرة على أن تحقق شيئاً لأميركا وإسرائيل، ومحور المقاومة حقق الانتصارات لسبيين، الأول وجود القيادة، والثاني وجود المقاومة، وبغير هذين العنوانين يصعب أن نحقق شيئاً”.
ولفت إلى أن “انتصار الجمهورية الإسلامية في إقامة هذه الدولة العظيمة الفتيَّة في سنة 1979 كان سبباً لمتغيرات جوهرية على مستوى المنطقة والعالم. في سنة 1978، قبل سنة كان كامب دايفيد وكانت المؤشرات تدلُّ على أن الأمور ذاهبة إلى إنهاء القضية الفلسطينية، وكان اجتياح “إسرائيل” للبنان سنة 1982، ونقل الفلسطينيين المقاتلين إلى تونس ختام مرحلة العمل المقاوم حسب اعتبارهم، لكن في هذا الزمن كان نور الإسلام يشعُّ، وانطلقت المقاومة مجدداً وأعلن حزب الله عن حضوره ووجوده، ودعمت إيران حركات المقاومة في فلسطين وفي المنطقة، وإذ بالمسار العام في المنطقة يتغيّر تماماً، إيران لم تُعطنا لنكون أقوياء، بل أعطتنا لنستردّ حقنا وكرامتنا ووجودنا، إيران لم تطلب منا لنكون أتباعاً لها فهي ليست بحاجة إلى الأتباع، بل أعطتنا لنشكّل معاً مسار التعبير الإنساني الإسلامي الصلب في منطقتنا، إذ من حقّ شعوبنا ومن حقِّ منطقتنا أن يعيشوا أحراراً يختارون منهجهم وخياراتهم ولا يكونون خاضعين للاستكبار الأميركي ولا لإسرائيل”.