الوطن

تأكيد المؤكد وانتظار الفرج

} عمر عبد القادر غندور*

فاجأنا رئيس الحكومة حسان دياب بالأمس بموقف أعلن فيه انسداد أفق المعالجات قائلاً: بكلّ أسف الدولة اليوم في حالة ترهّل وضعف حتى حدود العجز؟

شكراً يا دولة الرئيس على طمأنتك للبنانيين.

وماذا بعد، انْ كانت هذه الحكومة من اختيارك واليوم تصارحنا بأنّ الأمور معقدة جداً ولا حلول جاهزة ولا قدرة للحكومة على اجتراح المعجزات، وأنت القائل قبل هذا التصريح أنك واجهت الكثير من الصعوبات في بلد ليس فيه احترام للدستور.

ومع انّ المسؤولية التي حملتها هي من اختيارك، فإنها ولا شكّ شبه مستحيلة، وقد أدركت ذلك، ولكنك باق في السراي بدليل قولك في بيان «النعي» انّ هذه الحكومة حملها ثقيل وتفاصيل عملها معقدة لكننا مصمّمون على تفكيك العقبات والانتقال بلبنان الى مفهوم الدولة ومعالجة المشكلات المزمنة ولا خيار أمامنا إلا مواصلة العبور على طرق الجلجلة مهما كان الوجع لأنّ الخيارات الأخرى هي أخطر بكثير. ولكنك يا دولة الرئيس عدت وأقفلت باب الأمل عندما قلت في افتتاح جلسة الحكومة أنك تسلّمت أرضاً محروقة وأصبت بالضجر من خلافات الحلفاء وانتقاد الخصوم وسط معلومات تتحدّث عن رفض رياض سلامة تسليم الحكومة الأرقام الحقيقية والدقيقة للتحويلات المالية وميزانية المصارف وغيرها من الأرقام التي تكشف حجم ميزانية الدولة وخسائرها.

كلّ هذه التفاصيل يا دولة الرئيس وهذا الكمّ الهائل من المشاكل المتراكمة هي بالتأكيد من خارج قناعاتك ولست مسؤولاً عنها، بل الذين يحرتقون ويتجنّون ويكذبون هم سبب هذه التفليسة التي أوصلت لبنان الى ما هو عليه من تعاسة، ومع ذلك ارتضى الرئيس دياب التصدي بكلّ ما أوتي من صلابة وحرص ومناقبية.

ولأنّ لبنان يغرق وينزف ويجوع تغلب علينا موشحات التأسّف حتى يكاد اليأس يأخذ منا كلّ مأخذ.

وهل هناك أخطر وأصعب من الجوع؟

في كلّ الحالات، الدولة مترهّلة وضعيفة ومفلسة

وما قاله الرئيس دياب في تصريحه المفاجئ لم نجد له تفسيراً وهدفه تأكيد المؤكد، وعلى اللبنانيين ان يألفوا الجوع والتسكّع على ابواب المصارف للحصول على القليل من ودائعهم المصادرة، ولا نتحدث عن تدني القيمة الشرائية لليرة اللبنانية في مواجهة بطون التجار التي لا تشبع، ولا نتحدث عن بقية الكوارث وكلها من العيار الثقيل، وكان الله في عون العباد.

 *رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى