الوطن

«لقاء الأحزاب» كرّمه باحتفال حاشد وكلمات أشادت بأدائه علي عبد الكريم: النصر آتٍ لسورية ولبنان وفلسطين

أعلن السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي «أنّ صمود سورية خلال هذه السنوات هو تعبير عن كفاءة شعبها وجيشها وعن عبقريّة قائدها وجسارته رغم كلّ الهجمة العدوانيّة الشرسة التي تقودها أميركا ودول أوروبا» على سورية، مؤكداً «أنّ النصر آتٍ لسورية ولبنان والعافية ستشمل البلدين معاً كما ستشمل القضيّة الفلسطينيّة التي يكبُر وهج المقاومة فيها».
جاء ذلك في احتفال تكريمي حاشد أقامه لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنية اللبنانيّة للسفير علي عبد الكريم في «مطعم الساحة»، بمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وذلك بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية، وقد مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو المجلس الأعلى الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح.
بدأ الاحتفال بالنشــيدين السوري واللبناني، وقدّم له عضو لقاء الأحزاب حســن حردان وألقى كلمة اللقاء منسّقه النائب الســابق كريــم الراسي الذي عبّر فيها «عن المحبة والتقــدير لشخــص السفير علي عبد الكريم وعمله والعلاقــة المتينة والصادقة التي نسجها مع لقاء الأحزاب الذي يُمثّل أكثريّة اللبنانيين»، مؤكداً «أنّ ما يجمــع لبنان وسورية هو علاقات مميّزة وجغرافيا واحدة ومصير مشترك».
ثم ألقى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب كلمة أشاد فيها بدور السفير علي عبد الكريم وقال «نودّعه اليوم صديقاً وسفيراً لعب دوراً فاعلاً وأدّى مهامه بشكل لافت، وفي هذه المناسبة أوكد أنني لا أؤمن بالحدود بين لبنان وسورية»، مشدّداً على ضرورة أن يُصحّح لبنان علاقاته مع سورية.
وأكد «أهميّة وحدة دول المشرق كما يدعو رفاقنا القوميون الاجتماعيون، وإقامة سوق مشرقيّة مشتركة بين هذه الدول». وطالب «الحرصاء على اتفاق الطائف بتطبيقه لا سيما معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق بين لبنان وسورية»، مذكّراً «بوقوف سورية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى جانب لبنان وقد أوقفت الحرب الأهليّة فيه وساهمت في إعادة بناء مؤسّساته وفي مقدّمها مؤسّسة الجيش اللبناني».
ثمّ تحدّث رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا فأشاد «بالعمل الدبلوماسي للسفير علي عبد الكريم الذي كان خير مُمثّل لسورية قيادةً وجيشاً وشعباً وقد تحلّى بصفاتٍ عديدةٍ منها الصمود والانفتاح، فهو لا يأبه بالحملات المُعادية ويردّ بقوة الموقف الوطني السوري ويعرف كيف يتعامل مع الناس من وحي ثقافته الواسعة وإداركه العميق للعلاقات الخاصّة المميّزة بين لبنان وسورية. ويعمل دائماً على إزالة الشوائب والمُشكلات ما يُوفّر عُرى الأخوّة والتعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين».
ولفت إلى أنّ «ســورية قــلب العروبة النابــض، تعرّضت وتتــعرّض لأشرس مؤامرة صهيــونيّة إقليميّة أطلســيّة أميركيّة، استهدفت وحدتها وعروبتها واستقلالها وجيشها وقيادتها في محاولاتٍ رهيبة لتقســيمها لفــرض الاستسلام عليها ولكن قيادتها وجيشها وشــعبها كانــوا أقوى وأكــبر من كــلّ المؤامــرات والمخــطّطات المعادية».
بدوره، أشار الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، في كلمته، إلى أنّ السفير علي عبد الكريم مثّل سورية خير تمثيل، مشيداً بـ»مواقفه وبإدارته للانتخابات الرئاسيّة السوريّة من خلال فتح أبواب السفارة للمواطنين السوريين المقيمين في لبنان، حيث شكّلت الحشود المشاركة في تلك الانتخابات عام 2014 بشكل خاص ثم عام 2021، رسالةً للعالم أجمع بأنّ السوريين أينما كانوا، متمسّكين بدولتهم وقيادتها ومؤسّساتها».
من جهته، حيّا مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله النائب السابق عمّار الموسوي، المُكرّم وسورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، مؤكداً الوفاء والصداقة والتعاون. وقال «ستعود سورية كما عهدناها قلعة الصمود العربي في وجه كلّ المُخطّطات، سواءٌ من الأعداء أو من بعض الأشقاء».
وتحدّث عن مسيرة السفير علي عبد الكريم في لبنان «التي تميّزت بالانفتاح والاحتضان للأقربين والبعيدين»، معتبراً أنه كان صورة عن علاقات سورية مع لبنان وكل شعبه وقضاياه وفي طليعتها قضيّة المقاومة، مشدّداً على أنّ سورية هي الرئة التي يتنفّس منها لبنان.
وأكد «باسم المقاومة التي عنت لسورية الكثير، أنّ التاريخ المُشترك المُعمّد بالتضحيات، ليس استثناءً في مسيرة العلاقات الأخويّة اللبنانيّة السوريّة بل هو نهج راسخ ومُتجذّر في عقول وقلوب أبناء البلدين».
كذلك، حيّا أمين الهيئة القياديّة في «حركة الناصريين المستقلّين ـ المرابطون» العميد مصطفى حمدان في كلمته، السفير السوري، مؤكداً «أنّ دمشق هي قلب العروبة النابض وأنّ التاريخ يشهد والحاضر يُثبت والمستقبل، بإذن الله، هو لهذا القلب النابض».
كما حيّا بطولات الجيش السوري الذي قدّم الشهداء، وقال «نحن على أبواب نصر عظيم ودمشق دائماً هي صمّام الأمان وهي المنارة لأمّتنا جمعاء».
وتحدّث باسم حركة أمل عضو مكتبها السياسي علي عبدالله، الذي أشاد بمزايا السفير علي عبد الكريم، خلال أداء مهامه وحرصه على لبنان، لافتاً إلى «أنّ سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ورغم كل المؤامرات، بقيت صامدة وانتصرت على أعدائها والمتربّصين بضعفها».
وتوجّه إلى المكرّم قائلاً «نودّعك ونحن بحاجة إلى انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في لبنان، يعملُ على تعزيز العلاقات المميّزة مع سورية».
وألقى كلمة تحالف القوى الفلســطينيّة عضو قيادة «منظّمة الصاعقة» مازن عبد اللطــيف، فأشار إلى أنّ السفير علي عبد الكريــم عمل بدأب لتعزيز العلاقات اللبنانية ـ الســوريّة والعلاقات السوريّة الفلسطينيّة، مؤكــداً «أنّ ســورية بقيادة الرئيس بشار الأسد احتضنت المقاومة الفلســطينيّة ودعمتها في مسيرتها من أجل تحرير فلسطين كلّ فلسطين».
وأكد أمين سرّ «حركة فتح» و»منظّمة التحرير الفلسطينيّة» في لبنان فتحي أبو العردات، أنه «رغم المراحل والظروف الصعبة التي تمرّ بها بلادنا، أثبت السفير علي عبد الكريم أنه جدير بالمسؤوليّة التي تحمّلها» ووصفه بـ»المُناضل».
وقال متوجّها إلى الجامعة العربيّة «عارٌ عليكم أن تبقى سورية خارج هذه الجامعة».
وألقى الشيخ غازي حنينة كلمة «تجمّع العلماء المسلمين» وأشار فيها إلى «أنّ الشعب السوري والشعب اللبناني شعب واحد في بلدين كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد».
وتحدّث عن الروابط العائليّة بين البلدين وقال «نحن في محور المقاومة، نحن مع سورية وقد حفظنا الطائف وحميناه، نحن وسورية اعتبرناه نهايةً للحرب اللبنانيّة»، مشيراً إلى «دور سورية في حماية لبنان من التقسيم والدويلات والإمارات الطائفيّة والمذهبيّة، ولن ننسى وقفة سورية مع لبنان وإلى جانب المقاومة في حرب تموز».
واختُتم الاحتفال بكلــمة للــسفير علي عــبد الكريم، استهلّها بالقــول «خجولٌ بأن كنــتُ أطمح أكثر لتحقيق ما نصــبو إليه لســورية وللعلاقــة الأخويّة السوريّة اللبنانيّة»، مضيفاً «أغدقتم صفاتٍ كثيرة أعتبرها كرماً منكم أكثر منها استحقاقاً لي».
وتابع «التجربة التي تشرّفت فيها بتمثيل وطني سورية في بلد شقيق توأم العائلات فيه مقسومة على طرفي الحدود، حيث لا توجد عائلة ليس لها امتداد في الطرف الآخر، لذلك رغم كلّ المطبّات وكلّ المواقف وبعضها كان يأخذ شكلاً عدائيّاً وتحريضيّاً أو غير ذلك، أنا لم أنظر مرّة للأشقاء في هذا البلد إلاّ على أنهم أهلي وإخوتي، حتى من كانوا يقولون كلاماً لا يليقُ بهم على الإطلاق ولا يليقُ بعلاقاتِ الأخوّة، ولكنْ هنالك جيش من المُخلصين والمُحبّين والأوفياء وأنتم منهم».
وأردف «سُررت كثيراً بأنّي تعلّمت في هذا البلد في مواجهة المواقف المُحرجة، فسورية واجهت مؤامراتٍ لم يُواجهها وطن في هذا العصر أو في التاريخ ومع ذلك فإنّ سورية صمــدت وأنا اعتزّ بأنّني لم أرَ مشهد ارتباك واحد في القيادة السوريّة في مواجهة هذه الحرب المركّبة الخطــيرة والتي جُنّدت فيها كلّ صنوف الإرهاب من أربع رياح الأرض، وقد وُظّف الإعلام لشيــطنة ســورية وقائدها وشعبها، ومع ذلك كلّكم شاهــد كيف هــبّ السوريون الممثّلون لكلّ جغرافية سورية يوم الانتخابات الرئاسيّة عام 2014، ورأيتم أنّ شوارع لبنان وطرابلس والهرمل ومن جونية إلى كلّ المناطق، كانت تمتلىء حتى أنهم فاجأوا الجميع بذلك».
وقال «كلّكم تعلمون أنّ السفارة لا يوجد لديها أجهزة أمنيّة، فحرسي الشخصي وحرس السفارة من الأمن اللبناني، إن السوريين الذين جاؤوا من كلّ جهات لبنان ومحافظاته، جاؤوا بكثافة لينتخبوا كرامتهم التي افتقدوها خارج سورية. جاؤوا تعبيراً عن حنين لأمن واستقرار وأمان كانت تنعم فيه سورية وتتفوّق فيه على كلّ دول المنطقة من دون استثناء. سورية ليست الأغنى، لكنها كانت الأكثر اكتفاءً، لم يكن في كلّ سورية بيت ليس فيه إنارة 24 على 24 ساعة، ولم يكن في سورية جائعون، كان فيها طبابة وتعليم وصعود اقتصادي تتقدّم فيه ليس على دول الشرق الأوسط فحسب، بل إنها تُنافس الدول الإسكندنافيّة، لذلك فإنّ صمود سورية خلال هذه السنوات هو تعبير عن كفاءة شعبها وجيشها وعن عبقريّة قائدها وعن جسارة هذا القائد، رغم كلّ الهجمة العدوانيّة الشرسة التي تقودها أميــركا ودول أوروبا حيث جرى دعم الإرهاب بمئات المليارات من الدولارات لتدمير سورية».
وأكد «أنّ القضيّة الفلسطينيّة كانت ولا تزال وستبقى عنواناً لسياسة سورية وأنّ سورية لن تُساوم على عناصر قوّة لبنان، وإن من أخطأ بحق سورية، ترى سورية في مسامحته قوّةً لها. فالشتيمة لغة الضعيف والحمد لله، أني تحمّلت ما استطعت ولم أقع فريسة استخدام الشتيمة مرّة واحدة وقد رسمت صورة سورية بما يليق في مرآة لبنان وفي مرآة العامّة ولذلك أنا سعيد بأن سورية صمدت وانتصرت وتتعافى».
ورأى «أنّ لبنان وسورية لا يُمكن لأيّ منهما أن ينأى بنفسه عن الآخر والعافية يجب أن تكون مشتركة سوريّة ولبنانيّة ومصريّة وأردنيّة وعربيّة. فلبنان وسورية يتنفسان من رئة واحدة والعائلات واحدة، لا يستطيع أحد في لبنان أن يقول بأني أنأى بنفسي حتى لو كانت الضغوط الأميركيّة أو من أيّ جهّة جاءت».
أضاف «نحن عائلات نُكمل بعضنا بعضاً والتحدّيات مشتركة، فـ «إسرائيل» لا تستهدف قُطراً بعينه، بل تريد أن تُقسّم لنضعف وهي تستهدف سورية ولبنان معاً».
وقال «كلّكم يذكر أنّ الولايات المتّحدة و»إسرائيل» كانتا تريدان في حرب 2006 القضاء على المقاومة، لكنّ رهانهما سقط وانتصرت المقاومة وبقيت سورية ولبنان حليفين في خندق واحد اليوم وغداً ودائماً».
وتابع «النصر آت لسورية وللبنان والعافية ستشمل البلدين معاً وستشمل القضيّة الفلسطينيّة التي يكبُر وهج المقاومة فيها على كلّ الأرض الفلسطينيّة وستشمل كلّ الأراضي الفلسطينيّة وهذه علامات تُكمل بعضها بعضاً».
وختم «أرى المستقبل الذي بدأ يتشكّل، إنْ شاء الله، أرى فيه مكان الصدارة لنا وأرى الإنجاز والعافية للبنان وفلسطين ولكلّ الأمّة التي ننتمي إليها ولكلّ الأشقّاء في محور المقاومة وكلّ أحرار العالم. وأرى الغد فيه والنصر الكبير وفيه مكان للشُرفاء أعزّ وأمنع».
وختاماً سلّم الوزيران السابقان عبد الرحيم مراد ومحمود قماطي بمشاركة عدد من الحاضرين درعاً تكريمية للسفير علي عبد الكريم باسم لقاء الأحزاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى