أخيرة

المتنبّي نموذج

يكتبها الياس عشي

عرض سيف الدولة الحمداني على المتنبي، وكان قد التقاه في إنطاكيةَ، أن يصطحبه إلى حلب، ويصير شاعر البلاط. فاشترط أبو الطيّب المتنبي على أمير حلب شرطين:

الأول: ألّا يقبّل الأرض بين يديه، كما العادة في بروتوكولات ذلك الزمان.

والثاني: ألا ينشد شعره إلا وهو جالس.

ونزل سيف الدولة عند هذين الشرطين، واصطحب معه المتنبي إلى حلب، وترافقا تسع سنوات، اغتنى فيها الشعر، ولملمت القصيدة المدحية جراحها النازفةَ على أبواب السلاطين، وتشامخت معيدة الاعتبار إلى ديوان العرب، وإلى شعراء العرب، حتى اتهم عميدهم المتنبي بــ «جنون العظمة»، لا سيما عندما قال مخاطباً الأمير:

أجزني، إذا أُنشدتَ شعراً، فإنما

بشعري أتاك المادحون مردّدا

فهل أجمل من هذا الاتهام؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى