أولى

ترامب أخطر من كورونا

التعليق السياسي

 

 

في العالم اليوم 250 ألف مصاب بفيروس كورونا، منهم 5 آلاف في الصين التي سبق وبلغ عدد المصابين فيها 80 ألفاً. ومن هذا الرقم المرعب للمصابين الذي ينمو بنسبة تزيد عن 20% يومياً، 220 ألفاً في أقل من 20 دولة من دول الغرب الأوروبي والأميركي من أصل أكثر من 150 دولة انتشر فيها الفيروس عبر العالم، ووحدها أميركا وإيطاليا واسبانيا وألمانيا وفرنسا تضم ثلثي العدد أي 165 ألف مصاب، ومقابل 12 الف إصابة حالية في إيران بعد شهرين من الانتشار هناك أكثر من 40 ألف إصابة في أميركا خلال أيام. عدد الذين تعافوا من الفيروس في العالم قرابة 100 ألف مصاب منهم 72 ألفاً في الصين و8 آلاف في إيران والباقي أي 20 ألفاً في كل بلاد العالم، منهم 7 آلاف في إيطاليا بعد استفادتها من المعونة الصينية والروسية، ومقابل 8 آلاف حالة تعافٍ في إيران فقط 150 حالة تعافي في أميركا.

عندما بدأ الفيروس يصيب الصين وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب شامتاً ومتفرجاً سواء في الامتناع عن تقديم أي مساعدة للصين أو في الامتناع عن الاستعداد للمواجهة في أميركا نفسها. وعندما بدأت الأنباء تنقل تفشي الفيروس في إيران وجدها ترامب وإدارته فرصة للابتزاز والتشهير والتشفي وتضييق الخناق لإلحاق أكبر كمية من الضرر والأذى واعتبار عدد الوفيات الأعلى انتصاراً لأميركا.

وصل الفيروس إلى إيطاليا واسبانيا وألمانيا وفرنسا وترامب يتفرّج، وتقدّمت دول أوروبا على الصين وإيران في عدد الإصابات وعدد الوفيات ولم يحرّك ترامب ساكناً لا بتقديم المساعدات ولا بإعلان الاستنفار العلمي والاقتصاديّ لتأمين مستلزمات المواجهة.

منذ أيام دق الفيروس باب أميركا فخرج ترامب ساخراً من الفيروس وبقي خلال أيام رغم محاولة التأقلم مع الحقائق والوقائع يقول للأميركيين إن كل شيء تحت السيطرة، فيما سجل عدد الإصابات أكثر من 40 ألف إصابة وفي نيويورك وحدها عاصمة العالم الحديث نصف العدد وترامب يراهن على اللقاح الذي إن وجد سيحتاج عاماً على الأقل ليصبح فعالاً ومفيداً والسبب أنه ينظر بعين التاجر لا بعين المسؤول والحاكم والقائد.

في لحظة عاصفة تعيشها الإنسانيّة ويحدق بها خطر مصيريّ يبدو وجود شخص كترامب في قمة الهرم في الدولة التي تملك أكبر إمكانات مالية وصناعية وعلمية وطبية كارثة أشدّ خطراً على الإنسانيّة من الفيروس نفسه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى