الوطن

مدير غرفة تجارة دمشق: المشهد الاقتصاديّ السوريّ سيتحسّن

تجمّع جماهيريّ في العاصمة السوريّة تنديداً بـ«قانون قيصر» ورفضاً للحصار الغربيّ

حظي نبأ إعفاء رئيس الحكومة السورية السابق المهندس عماد خميس من منصبه وتكليف المهندس حسين عرنوس بدلاً منه بمرسوم رئاسي باهتمام كبير في الأوساط الشعبية السورية.

ونال خبر الإقالة والتكليف نصيبه الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبرت التعليقات عن ارتياح شعبي واسع بهذا الإجراء وسط الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تسبب بها ارتفاع سعر صرف الليرة خلال الأيام القليلة الماضية قبل أن تشهد انخفاضاً كبيراً بالتزامن مع انخفاض كبير في أسعار الذهب وانخفاض طفيف في أسعار السلع والمواد الغذائية والدوائية.

وأعرب مدير غرفة التجارة في دمشق الدكتور عامر خربوطلي عن تفاؤله في أن يفضي هذا التغيير إلى تحسن ملحوظ في المشهد الاقتصادي السوري خلال الفترة المقبلة وقال: «أعتقد أنه (رئيس الحكومة السابق) لم يكن مقنعاً لشرائح واسعة من المواطنين في بيانه الأخير أمام مجلس الشعب وقد ترك هذا المرسوم ارتياحاً شعبياً كبيراً، ونتوقع ونأمل أن تتجه الأمور في البلاد نحو الأفضل على المستوى الاقتصادي والمعيشي بعد هذا التغيير، وأن يعمل الجميع كلٌ حسب اختصاصه لكي تتحقق نتائج على أرض الواقع، لأن الجهد الحكومي يصب في النهاية عند المواطن، فإذا كان المواطن مرتاحاً فالنتيجة ستكون صحيحة».

وأردف «يشير المرسوم التشريعي الصادر هذا اليوم إلى أن هناك تغييراً قادماً نحو الأفضل في سورية، ونتوقع أن يهدأ ارتفاع الأسعار خصوصاً بعد حالة القلق، التي سادت الشارع السوري مؤخراً نتيجة ارتفاع سعر الصرف والارتفاع الكبير في الأسعار، ونأمل أن نشهد جهداً واضحاً وسريعاً من الحكومة برئاسة المهندس حسين عرنوس لإيجاد حلول تمس حياة المواطن على أرض الواقع مباشرة ونحن متفائلون بتحقيق ذلك».

وحول أسباب الارتفاع الأخير في أسعار السلع أشار خربوطلي إلى أن «ارتفاع الأسعار يرافقه ركود في الوقت نفسه، فسورية تمر بمحنة سعر الصرف، لكننا نتوقع أن تتجه الأمور نحو الأفضل بعد التحسن الملحوظ في سعر صرف الليرة السورية خلال الأيام الأخيرة وهذا أمر مطمئن».

وتابع قائلاً «لقد دعا اتحاد غرف التجارة السورية التجار وأصحاب الأعمال في المحافظات إلى تخفيض الأسعار»، مضيفاً أن «كثيراً من التجار دخلوا في نفق من الجمود وضعف المبيعات والركود الشديد بسبب ارتفاع الأسعار، فقد يضطر التاجر إلى إغلاق متجره لعدم وجود زبائن تشتري البضائع الباهظة الثمن، وهذا مرتبط أساساً بدخل المواطن والسيولة الموجودة لديه، وبالتالي فارتفاع الأسعار فيه ضرر للمواطن والتاجر معاً، ويشكل انخفاض الأسعار ربحاً للمواطن وفي الوقت نفسه ينعكس إيجاباً على دورة رأس مال التاجر وهذا مرتبط بسعر الصرف وبتكاليف الطاقة بشكل أساسي».

وحول تصدير الفواكه وأثره على ارتفاع الأسعار في السوق السورية قال خربوطلي «لا يمكن تصدير شيء إلا بوجود فائض منه، وبالنسبة للفواكه هناك فائض كبير جداً هذا العام، الذي يشهد موسماً خيراً ووفيراً، لكن تكاليف الشحن والنقل والقطاف والتغليف والتوضيب كبيرة، رغم أن الفواكه موجودة مجاناً على الأشجار،  لكن هذه التكاليف المتزايدة هي ما يرفع أسعارها».

وأضاف «لا يمكن أن يكون التصدير على حساب السلع الوطنية لا سيما أن منتجاتنا الزراعية وموادنا الغذائية هي منتجات محلية باستثناء الرز والشاي والقهوة، لكن ارتفاع تكاليف الإنتاج هو ما يزيد الأسعار وحين تنخفض هذه التكاليف ستنخفض الأسعار»، مضيفاً أن «الوضع في سورية أفضل من الدول المجاورة، ففي لبنان مثلاً تجد في السوبرماركت أكثر من 95% من المواد مستوردة من الخارج بالعملة الصعبة، أما في سورية فأكثر من 75% من منتجاتنا محلية».

وأنهى مدير غرفة تجارة دمشق حديثه بالقول «من المفترض أن نلمس انعكاس التصدير على السوق المحلية من خلال دخول الدولار إلى سورية، وبكل بساطة صادراتنا من مواد زراعية وغذائية وألبسة تقوي حصيلة القطع الأجنبي في سورية».

وأكمل «ربما يفقد المواطن قدرته على شراء سلعة أو يخفّ المعروض منها محلياً، لكن يقابل تصديرها دخول القطع الأجنبي اللازم  للحصول على الدواء أو المواد الأساسيّة الأخرى، هذه هي المعادلة بكل بساطة».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر أمس المرسوم رقم 143 للعام 2020 القاضي بإعفاء رئيس الوزراء عماد محمد ديب خميس من منصبه وتكليف حسين عرنوس بدلاً منه.

على صعيد آخر، تجمع المئات من السوريين في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق تنديداً بما يسمى (قانون قيصر) ورفضاً للإجراءات القسرية الجائرة أحادية الجانب التي تفرضها الدول الغربية على سورية.

ورفع المشاركون في التجمع شعارات مناهضة للهيمنة الأميركية وعبروا عن الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب والحرب الاقتصادية على بلادهم، وتأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد والجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب والضغوط الاقتصادية.

وأكدوا بأن الشعب السوري الذي صمد لأكثر من 9 سنوات في مواجهة الحرب الإرهابية لن ترهبه الضغوط ولن تستطيع الحرب الاقتصادية الشرسة التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الأوروبيون وتستهدف السوريين في لقمة عيشهم، أن تبدل من مواقفهم.

وتناول المشاركون تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سورية وتفاخره بتشديد الضغط على الشعب السوري من خلال العمل على إضعاف قيمة الليرة السورية، مؤكدين أن هذا الأمر يفضح النفاق الغربي وتشدقه الطويل بالخوف على مصالح المواطنين السوريين.

وشدد المشاركون بأن سورية ستنتصر على العدوان الإرهابي والاقتصادي بدماء الشهداء وصمود شعبها ورئيسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى