أخيرة

الأيام الجيدة والسعيدة ‏

يكتبها الياس عشّي

أفكر دائماً بالأيام الجيدة والسعيدة التي مرّت في حياة السوريين، ودائماً كنت أتساءل: هل يمكن أن تعود تلك الأيام وقد مات من مات، وقُتل من قتل، ودمّر ما دمّر، وتهجّر الكثيرون، وتقطعت السبل بالكثيرين، ودُرست ملاعب الطفولة، وكذلك المدارس ودور العبادة، وتخلّفت السنونو عن رحلة الربيع المعتادة؛ فمنذ أربع سنوات عجاف لم تزرنا سنونوة واحدة، تُرى هل نسيت أسماء شوارع اللاذقية ودمشق وحلب وحمص وحماه والرقة وأريافها؟ وهل نسيت عناوين البيوت، وأسماء أصدقائها الصغار الذين طالما نقرت نوافذهم وثرثرت معهم؟

أسئلة لا بدّ منها راودتني كلّ يوم وأنا أراقب درب الجلجلة التي فرضها آكلو لحوم البشر على الإنسان السوري، ودائماً كنت موقناً بأنّ سورية هي وطن، وهي دولة، وهي أرض، وهي شعب، وهي حضارة، وهي إنسان، وهي ديوان شعر، وهي لم تتوقّف يوماً عن الإبداع، وهي ستبقى، ولن يستطيع أحد إلغاءها، اللهمّ إلّا إذا انتهى العالم .

*مقطع من كتابي الأخير «الرقص في عيد البربارة على الطريقة الأميركية»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى