أخيرة

لا تجعلوا الوطن ضحية؟!

  د. سلوى شعبان*

بين الديموقراطية والمواطنة هل نضيّع الوطن؟

لن نتعب أنفسنا بعد الآن بالتفكير والبحث والتخمين والمراهنة والنوابأينما كنا في هذه المرحلة التي تعتبر الأكثر خطورة وحساسية من تاريخ سورية ومسيرتها المتتالية وحربها مع عدد غير متناهٍ من الدولحرب إثبات الوجود والصمودحرب تصفية حروب وجولات توازياً مع ما جرى على أرض الواقع من معارك طاحنة وويلات وندوب لامست الأرواح وتركت أثراً بشعاً صعب علينا نسيانهوكيف وشبابنا وخيرة أبناء سورية بذلوا الدم لتبقى سورية شامخة شموخ الجبال والسماءسورية التي راهنوا على استمرارية الحياة الدستورية والاجتماعية والاقتصادية فيهاواليوم نعيش صخب المرحلة الأهمّ التي تتماشى موازية لمسيرة وإنجازات جيشنا المشرّفة في الميدان والساحات

مرحلة فيها من المفارقات ما يجعلنا نرمي اللوم والعتب والانتقاد لمن يسخر من كلمة مواطنة ووطن وديمقراطية ويتقدّم للترشح إلى المجلس النيابي وهو لا يملك ولا يجسّد معنى المواطنة واحترام الوطن والآخرينالمواطنة التي هي الأساس لكلّ منا بممارسة حقه بالتقدّم عن المواطنين ليقول كلمة الحق وينقل كلمة الوجع والشكوى للكثيرينالمواطن الصالح الذي يمثل المواطنة الأمّ هو مَن يدافع عن ثوابت الوطن وقيمه وشرفه وعزتههو المواطن الذي يعتز بجيش وطنه وإنجازاته ونصره ومدافعته عن الأرض والعِرضهو المواطن الذي لا يفاوض على تراب الوطن وعن وجع الفقراء والمساكينهو من يتمسك بسوريّته وهو شامخ رافع الرأس

اليومنحن نرى المفاجآت والعجائب ممن مسحوا تاريخهم العفن بقبضة مال جمعوها من خيانة وغدر للوطنمن قبض ثمن دم الأبرياءهناك وفي تلافيف الحرب وتفاصيلها أمراء الحرب الذين شهروا سيف الباطل واليوم صار سيفاً للدولة وعليه علم الجمهورية العربية السورية بنجمتيه الخضراوين اللتين تعانقان حقول سورية وربوعها الحرّة الخيّرة

لا ديمقراطية تسمح ببيع وطن ولا تنظيف لملفات تجار الحروب ستبني سوريةنحن كلمة الحق التي لن تصمتنحن من نتباهى أننا أهالي الشهداء الذين علّموا الكون دروساً في محبة الأوطانسورية فقط للشرفاء، سورية لن تتسع للمنافقين الذين سيبيعون الهوية مرة أخرى عند هبوب العاصفة المقبلة

فرياح الغدر دوماً تصطدم بجبال صوان الشرف والعزة والإباء

*دكتورة سورية من اللاذقية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى