مقالات وآراء

المعرفة والفهم… طريق الحياة

 

} يوسف المسمار

ما يميّز القوميين الاجتماعيين ثباتهم والتزامهم بمركزية حزبهم، ونظامه القومي الاجتماعي المناقبي الأخلاقي، وفهمهم مبادئ الحزب وغايته، وانطلاقهم من فكر سعاده الاستشرافي.

أهمية الفكر القومي الاجتماعي الذي منبعه سعاده، أنّه فكر قضية تساوي وجودنا، وهذا يحتّم على كلّ قومي اجتماعي أدّى قسم الانتماء إلى هذه القضية، بمفرده وخياره واختياره وإرادته أن يكون أميناً للقسم، وهذا دأب القوميين الاجتماعيين الذين آمنوا بعقيدة حزبهم وقضيته.

بالايمان القومي الذي تجذّر في نفوسنا وترسخ، نخوض صراعاً مستداماً ضدّ عدونا الوجودي دفاعاً عن أرضنا وحقنا ووجودنا، وهو الإيمان ذاته الذي حصّن حزبنا في خياراته ومواقفه ومسيرته النضالية.

بصحة العقيدة المؤيدة لنهجنا القومي، لم نخش يوماً تحدياً ما، سواء كان هذا التحدي قتالاً على الجبهات، أم مواجهة شرسة ضدّ ثقافة التوهين التي تكفّل القيام بها أتباع عقلية الخرافة الأعرابية والمبهورين بأفكار فلاسفة  وعلماء وإعلاميي مدارس أوروبا واميركا المحقونة بسموم العقلية العنصرية اليهودية التلمودي الصهيونية.

القوميون الاجتماعيون، وبما امتلكوا من صلابة الإرادة ومضاء العزيمة وصحة العقيدة، ثبتوا على انتماءهم، وخاضوا معاركاً قاسية، ضد العدو مباشرة، وضد أولئك الذين رسم لهم أعداؤنا مسارهم بهدف نشر فيروس تشظية مجتمعنا وتفتيته، وبهدف النيل من حزبنا وهو القوة الصاعدة التي أخذت على عاتقها الدفاع عن الحق والحرية.

أنطون سعاده حصّن حزبه، حين حذّر منالدوران في فوضى الافكار المستوردةواعتبر أنها لا تحقق نهضة ولا تنقذ أمة. وسعاده استشهد من أجل أمته، ومن أجلها يستتشهد يومياً طلائع من أبناء عقيدته لتبقى الأمة حيّة عزيزة. والأمة باقيةلأنّ الحزب باق، بالجماعة الواعية، المؤمنة، المصارعة، المتماسكة، والموحدة.

إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي هو فكرة عقيدة قومية اجتماعية وحركة نظامية قومية اجتماعية وعقلية مناقبية أخلاقية قومية اجتماعية، بوجه النزعة الفردية والأنانيات، وبوجه كلّ أشكال البلبلة والتخبّط.

لقد فتح سعاده باب العمل لبنات وأبناء الحياة، وافتتح طريق الحياة الذي يجب أن لا يغيب عن نظر أبناء الحياة بقوله الحكيم: “المعرفة والفهم هما الضرورة الأساسية الأولى للعمل الذي نسعى إلى تحقيقه”. وكلّ ما دون ذلك باطل .

 المعرفة والفهم تأتي عن طريق فهم العقيدة الواحدة الموحدة، والنظام الواحد الموحد، والعقلية الأخلاقية الواحدة الموحدة، وليس عن طريق تجمعات وتجمهرات تحركها أفكار الغوغاء واختصاصيو إثارة الغوغاء.

الحزب السوري القومي الاجتماعي استمر في نموّه ويستمر منتصراً بمعرفة وفهم عقيدته الواحدة الموحّدة، ونظامه الواحد الموحد، وعقليته الواحدة الموحدة، وإيمان أعضائه العارفين الفاهمين بصلاح عقيدتهم ونظامهم وعقليتهم المناقبية الأخلاقية وإخلاصهم لحزبهم، وتضحياتهم في سبيل انتصاره ومنصهرين في شخصية حزبهم العامة المعبّرة عن شخصية أمتهم الناهضة التي لا كرامة لهم إلا بنهضتها وليس بالذين لم ينصهروا بمبادئه وغايته ونظامه وعقلية أخلاقه الذين قال فيهم سعاده في مقال: «الأخلاق الحزبية» بتاريخ 31  تشرين الأول  سنة  1937 هذا القول الفصل :

إنّ الذين لمّا يُصهروا في مبادئ المصلحة القومية، التي يقول بها الحزب السوري القومي، ولم يتمكنوا من إذابة شخصياتهم الفردية في شخصية الحزب العامة، ولم يتمكنوا من التغلب على إغراء المنفعة الفردية المستعجلة، لم يتمكنوا من اكتساب صفة السوري القومي الصحيحة. وعدم اكتسابهم هذه الصفة يجعلهم عديمي التأثير على حياة الحزب وأفراده الذين ارتقى إحساسهم ووجدانهم حتى أنهم أصبحوا سريعي التمييز بين من يمكنهم أن يركنوا إليهم ومن يجب أن يشكوا بكمال حزبيتهم ومتانة عقيدتهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى