الوطن

طالبت بمقاطعة حكام أبو ظبي وبتحديد حكام الإمارات الست الأخرى موقفهم من اتفاق التطبيع، وتحذر أية دولة من التوقيع على اتفاق مماثل

فعاليات في القدس ومسيرة في غزة: الاتفاق الثلاثي هدفه الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني

أكد ممثلو الفعاليات والمؤسسات والقوى الوطنية في القدس المحتلة، أن الاتفاق الثلاثي الأميركي الصهيوني الإماراتي يهدف للانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني، المتمثل بالدولة والحرية والاستقلال.

جاء ذلك خلال وقفة شعبية نظمت بمشاركة رجال الدين ووجهاء وعشائر وفعاليات القدس أمام مقرّ محافظة القدس، في بلدة الرام شمال مدينة القدس، أمس.

وشددت فعاليات القدس في بيان صحافي تُلي في بداية الوقفة على رفض كافة أشكال التطبيع، وأية علاقة مع الاحتلال الصهيوني الذي يمارس كافة أشكال الانتهاكات بحق القدس والمقدسات.

وتابعوا: «على الإمارات التراجع عن موقفها والعودة من جديد إلى رشدها، وأن تكون في صف الحق الفلسطيني القائم على المبادئ الدينية والشرعية الدولية، وندعو محمد بن زايد بأن يكون محافظاً على إرث والده المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، الذي تذكره فلسطين والقدس ومقدساتها ببالغ التقدير والاحترام لدعمه ووقوفه مع فلسطين وقيادتها وشعبها ونضالها من أجل الحرية والاستقلال».

وقال نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام، إن البيان المقدسي يعبر عن الموقف الوطني الفلسطيني تجاه هذه المؤامرة الجديدة، فيما أن الاتفاق الثلاثي يحاول أن يزعزع الساحة الداخلية الفلسطينية، وحرف البوصلة فيها من مواجهة الاحتلال إلى هذا العبء الجديد الذي أثقلت به الإمارات كاهلنا الفلسطيني.

من جانبه، مفتي فلسطين والديار المقدسة محمد حسين أكد أن على الأنظمة العربية الالتزام بقراراتها السابقة، وأن لا يتراجعوا عن مواقفهم وقراراتهم، وأن لا يقبل منهم أحد أن يخرج عن هذه القرارات.

وأضاف، أن شعبنا الفلسطيني هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الحفاظ على القضية الفلسطينية، ومواصلة مسيرة الأسرى والشهداء.

بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف إن «شعبنا الفلسطيني عندما يتوحد لا يستطيع أحد أن يتجاوزه، فيما سقط الزمان الذي كان فيه الآخرون ينطقون باسم الفلسطينيين».

وتابع: «شعبنا قادر على حماية قراره المستقل والدفاع عنه، كما أننا نرفض كل شكل من الأشكال التي يأتي من خلالها أحد ويزاود بالقضية الفلسطينية».

ورأت فعاليات القدس في بيانها أن الاتفاق مكافأة لدولة الاحتلال بالتطبيع الكامل قبل حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، ويشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في رفض مبدأ الارض مقابل السلام وحل الدولتين على اساس حدود ما قبل العام 1967.

واعتبروا أن الاتفاق صفقة تتجاهل استمرار الاحتلال لا إنهاءه وبالتالي شرعنة إجراءاته التهويدية وبرامجه الاستيطانية.

وشددت على أن مدينة القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ورفض أي تساوق مع برامج الاحتلال بخصوصها، ذلك أن هذا الاتفاق يرقى الى مستوى الاعتراف بالوضع القائم غير القانوني بالقدس، مؤكدين أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يحق لأي جهة لا الإمارات ولا غيرها ان تتحدث باسم الشعب الفلسطيني او التدخل في الشأن الفلسطيني.

وأكدت الوصاية الهاشمية الأردنية للأوقاف والمقدسات، ورفض ومواجهة أي زيارة رسمية أو شعبية لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك عبر بوابة الاحتلال.

وطالبت بمقاطعة حكام أبو ظبي على كل المستويات، وحكام الامارات الست الأخرى والمكونة لاتحاد الامارات العربية، لتحديد موقفهم من هذا الاتفاق، لأن قضية القدس هي قضية المسلمين والعرب جميعاً في كافة انحاء العالم، داعية إياها إلى التحرك والضغط على حكوماتها بعدم التساوق مع موقف الامارات ورفضه.

ودعت فعاليات القدس الدول العربية والاسلامية الى عدم التساوق مع هذا الاتفاق ورفضه واعتباره اعتداء على حق الشعب الفلسطيني، ونحذر أي دولة من التوقيع على اتفاق مماثل حيث سنعمل على مواجهته، مؤكدة ان الاتفاق مسّ بمكانة الامارات التاريخية، داعية مجلس التعاون الخليجي لصدها عن هذا الانتحار السياسي.

وشددت على ضرورة تفعيل البُعد الشعبي على المستوى المحلي والعربي والإسلامي، لإعلاء الصوت والتصدي لهذه المؤامرة، وتقييم الأداء وتطوير العلاقات على مستوى العلاقات الخارجية مع الدول والشعوب والأحزاب والحركات الوطنية على مستوى العالم.

إلى ذلك، احتشد الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني، في مسيرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في مدينة غزة، رفضاً لاتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال.

وتوافد المشاركون في المسيرة التي حملت عنوان «التطبيع خيانة»، من جميع مناطق قطاع غزة، ورفعوا أعلام فلسطين، ولافتات كُتبت عليها عبارات، رافضة للتطبيع، كما رددوا شعارات منددة به.

وتقدّمت المشاركون في المسيرة، قيادات فصائلية، أبرزهم، خليل الحية نائب رئيس حركة «حماس» في غزة، وأحمد حِلّس، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال الحية في كلمة خلال المسيرة «نقف مجدداً في وقفة مِلئها الغضب، والثورة، والاحتقان، على كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية». وأضاف «الشعب الفلسطيني موحد بكل أطيافه وفصائله، في غزة والضفة الغربية، لمواجهة مسلسل التطبيع الآثم، ومسلسل الهرولة الآثمة».

وتابع «نقول، اليوم للمطبعين: لا تفرحوا، فنحن نختلف في مواجهة الاحتلال، لكننا نتوحّد لأجل حقوقنا، ولا تظنوا أننا شعب مشتت، نحن شعب متجذر في أرضه».

بدوره، ندّد أحمد حِلّس القيادي في حركة «فتح»، باتفاق التطبيع الإماراتي الصهيوني.

وقال في كلمة خلال المسيرة «شعبنا الفلسطيني لن يُجامل ولن يسمح لأحد، بتجميل التطبيع مع الكيان الصهيوني». وأضاف «من يحاول تبرير التطبيع هو شريك بالجريمة، فالأرض الفلسطينية كلها مقدسة، وستبقى كذلك».

وتابع «شعبنا الفلسطيني على قدر التحدي، ولا يمكن أن يسمح بأن تغتصب حقوقه وهويته». وأشار إلى أن شعبنا «موحّد في وجه المؤامرات التي يتعرّض لها».

وأضاف «حين يكون المستهدف من عملية التطبيع، هو الوطن والقضية والمقدسات، فكل الاختلافات تتنحّى جانباً».

وتابع «ما يجمعنا (حركة فتح) مع حركة حماس، أكثر مما يفرقنا».

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين الكيان والإمارات.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من الفصائل الفلسطينية، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان «خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى