أخيرة

أبواب بيروت يمكن إصلاحها تبرُّعاً إذا توفرت إرادة التكافل بمبادرة خيّرة

مسنّة رفضت تغيير باب بيتها المحطم بعد تجميعه لكونه ذكرى بكارثة 4 آب

 

لم يكن انفجار الرابع من آب في لبنان يشبه أياً من الانفجارات التي وقعت في الماضي، ما يميّز انفجار المرفأ عن غيره أنه استطاع أن يخلّف وراءه وخلال ثوانٍ معدودة 190 قتيلاً وأكثر من 6500 جريح عوضاً عن 7 أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين حتى اللحظة، وتسبب الانفجار أيضاً بتشريد نحو 300 ألف شخص بعد أن أصبحت منازلهم غير قابلة للسكن.

لقد شهدت المناطق المحيطة بالمرفأ كالجميزة والكرنتينا ومارمخايل عمليات سرقة استهدفت المنازل التي فقدت أبوابها، مما اضطر أصحابها للنوم في الشوارع وأمام المداخل لحمايتها.

قالت إحدى المواطنات التي تسكن في الجميزة لمراسل «سبوتنيك»: إنه «بعد الانفجار تحطمت الأبواب والنوافذ، مما عرّض المبنى لعملية سرقة، الأمر الذي دفعهم لوضع لوح خشبي مكان الباب والنوم خلفه لأنهم شعروا بالخوف».

مواطن آخر يقطن في شارع مجاور قال: إنه «اضطر للنوم في السيّارة لنحو 12 يوماً لحماية الشارع من السرقات لكون أصحاب المنازل غادروها».

وأضاف أنه «بقي منزله بلا باب خارجي لـ 15 يوماً، حيث قام مع جيرانه بوضع ألواح خشبية مثبتة بمسامير لمنع أي كان من دخول المنازل».

ومع تفاقم المشكلة نشأت مبادرات عدة لإصلاح الأبواب بشكل مؤقت ريثما تنتظم الأمور أو إعادة تركيب باب جديد، أبرزها مبادرة «أبواب بيروت» التي أطلقتها جمعية «كلنا لبعض»، ومبادرة «knock Beiruts Doors» التي أطلقها عدد من الناشطين بشكل عفوي.

تقول الإعلامية ماغي عون، مؤسسة ورئيسة جمعية «كلنا لبعض» إن المبادرة أنطلقت منذ اليوم الأول بعد أن شاهدوا الناس تنام في الشارع خوفاً على منازلهم، حيث قاموا كخطوة أولى وكحلٍّ مؤقت بتقديم ألواح خشبية للمتضررين وبمباشرة العمل لتركيب أبواب جديدة». وتضيف أن «أهم ما حدث ليست الأبواب الخشبية بل شعور الأهالي بالأمان».

بدوره المهندس المعماري عماد سالم (عضو في جمعية كلنا لبعض)، يضيف أنهم استطاعوا تقديم 41 باباً حتى اللحظة بالإضافة إلى عشرة أبواب قيد التجهيز.

وأضاف أنهم «قرروا توسيع دائرة المساعدة عبر التزام تصليح منازل صغيرة بشكل كامل».

ويروي علي عيتاني كيف انطلقت مبادرتهم «knock Beiruts Doors» بشكل عفوي بعد أن شاهدوا الدمار الذي لحق بالأبواب والنوافذ، فقرروا ترميم وإصلاح الأبواب من الأخشاب التي تم رميها في الشارع وباستعمال أدوات يدوية بدائية.

ويلفت عيتاني أن «معظمهم لم يعمل مسبقاً بمهنة النجارة ما عدا صديقهم حسن ناصر الدين، إلا أنهم وخلال يومين استطاعوا إصلاح 20 باباً، ومن خلال نشر نتيجة العمل على «فيسبوك»، بدأ الناس بالتفاعل وعرض المساعدة، منهم من قدّم أدوات للنجارة ومنهم من أرسل مبالغ مادية صغيرة، الأمر الذي مكّنهم من تقديم أبواب جديدة».

يروي عيتاني عن حالة طريفة صادفوها حيث قاموا بترميم باب منزل لامرأة مسنة، «تحطم بابها لـ7 أجزاء، فأعادوا تجميعه بما توفر لديهم من غراء ومسامير ليعود قطعة واحدة».

وأضاف أنهم «بعد مدة عرضوا عليها أن يقوموا بتركيب باب جديد إلا أنها رفضت معتبرة أن الباب يذكرها بالكارثة التي حلت».

https://youtu.be/cS7V_KQ7shs

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى