أخيرة

يتقن رسم الوجوه التي يحبّها و«بسملة» الحب فيروز تيم تاج الدين نضجُ فنان يفيض لوحات مشعة مفتوحة الأخيلة

عبير حمدان

تتجلّى الموهبة بين تفاصيل لوحات تيم تاج الدين مشعة بعبق بلاد الياسمين، كثير من النضج حيث المخيلة تتفوّق على أي تأويل وتحمل العين الى المدى الأبعد عن طرح الأسئلة.

لوحات تاج الدين نسيج مشع بالطفولة المدركة أن الحياة تجعلنا أكبر سناً، رغم تعلقنا بالشغب ولعبة الفرح، ولعل تميّزه يكمن بتعلقه بالريشة حيث يترأى له انها تشكيل للحلم في مواجهة واقع قاسٍ جعله يرسم نفسه محتضناً الوطن بكل ما أوتي من حب وانتماءيصبح ظله وخيمته مسقطاً أصوات دوي القنابل من حساباته بوعي وثقافة.

بين لوحاته الكثيرة يخبرنا المبدع ذو السنوات السبع أنه يميل الى رسم الوجوه شرط أن يحب الشخوص التي يرسمها، وأول الحب «فيروز» التي يسمع كل أغنياتها، اما الطبيعة الناطقة على قماش اللوحة فهي ليست صوراً منقولة حسب تعبيره بل ترجمة لمخيلته وكأنه يخرج من الإطار السائد لدى أقرانه، معلناً أن الطفولة لا يجب ان تكون أسيرة جهاز الكتروني يأسر الإبداع إنما هي جزء من النهر والحقل والجبال التي تتلقف انعكاس السماء.

ساعات طويلة يقضيها الفنان الصغير في الرسم وكأن الوقت مساحة فرح لا حدود لها فهو اختار عالمه الخاص بثبات الواثق من مقدرته على العطاء، بحيث تصبح لوحته الهدية التي لا تُقدَّر بثمن إلا أنه لا يعتبر أن خياله المرتحل على القماش أو دفاتر الرسم التي يحفظها بعناية قطعة مادية إنما هي روحه الكبيرة التي تلامس الاحتراف، ذلك أن موهبته تُصقل بعناية ومتابعة حثيثة من والده الفنان بشار تاج الدين من دون أن تكون فرضية التوريث الإبداعي قائمة فلكل منهما اسلوبه الخاص في التعبير اللوني.

وحين سألناه عن العروض المادية التي أتته لقاء لوحة «فيروز» قال: «هذه اللوحة ليست للبيع لقد أهديتها لأمي لأنها تحبها»، إذاً يبقى الحب هو المعيار الاساسي للخطوط والألوان وفي ذلك ميزة لا يمتلكها الكثيرون.

تاج الدين يرسم أيضاً شخوصه الكرتونية المفضلة فتبدو وكأنها متحركة وناطقة، وعن ذلك قال: «أتابع الرسوم المتحركة وألاحق المشاهد كافة وأحب ان أرسم كل حركة ويمكنني أن أفعل ذلك بشكل مباشر خلال مشاهدتي لها».

وفي الختام أكد لنا أنه سيرسم انتصار سورية مسقطاً من مخيلته كل الدمار والأسلحة فهو يرى بلاده قوية ومشرقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى