الوطن

سفير روسيا في دمشق: واشنطن لن تغيّر استراتيجيتها في عهد بايدن

نؤيد الحوار بين «قسد» والحكومة.. والوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ في سورية اليوم هو الأصعب.. الجيش يدخل بلدة طفس في ريف درعا

 

قال السفير الروسي في دمشق ألكسندر يفيموف، إن واشنطن ستواصل الضغط على الحكومة السورية، وبشكل عام لن تتغير الاستراتيجية الأميركية تجاه سورية، في عهد الرئيس الجديد جو بايدن.

وأضاف يفيموف، في حديث لوكالة «نوفوستي»: «أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن خطط الإدارة الأميركية في ما يتعلق بسورية. لكن من الصعب، من حيث المبدأ، توقع حدوث إعادة نظر في الخط الأميركي حول الشأن السوري. على الأرجح، سيستمر الضغط الأميركي على دمشق».

وأشار السفير الروسي، إلى أن الأميركيين نوّهوا بأنفسهم مرات عديدة، بأن تمركز الجيش الأميركي على الأراضي السورية، يعتبر من الأدوات الرئيسية لواشنطن في هذا المجال.

وشدد يفيموف، على أن تمركز الولايات المتحدة في سورية، سواء كان ذلك في شرق الفرات أو التنف، غير قانوني ويجب أن ينتهي، لأنه يمنع الحكومة السورية من استغلال الموارد الطبيعية العائدة لها، وهو يعيق كذلك فرض سيادة السلطات الشرعية على كل أرضي سورية ويعزز التطلعات الانفصالية في شمال شرق البلاد

ووفقاً للسفير الروسي في دمشق، يمنع الوجود الأميركي، حكومة سورية من حل المهام الأمنية، لا سيما في المناطق الصحراوية في شرق البلاد. و»يثير التساؤل الدعم الأميركي للعصابات المسلحة العاملة في مخيم الركبان في التنف».

وأشار إلى «استمرار الوضع المؤسف في السجون ومعسكرات الاعتقال الواقعةأيضاً تحت إشراف أميركيفي ما وراء الفرات في شمال شرق سورية، حيث توجد مشاكل إنسانية جدية».

وقال يفيموف، إن روسيا تدعم الحوار بين دمشق و»قسد» في شمال شرق سورية. وقال: «روسيا تنطلق من أن الأكراد السوريين هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري. لذلك نحن ندعم الحوار بين الأكراد ودمشق، وخاصة في شؤون بناء وطنهم المشترك في المستقبل. ليس سراً أن بلادنا ساهمت عبر قنوات مختلفة في إقامة اتصالات بين الحكومة السورية والإدارة الكردية، وجهود روسيا في الوساطة تقدر من قبل الطرفين».

وأعرب السفير الروسي عن ثقته بأن عملية التقارب بين الأكراد والسلطات السورية ستجري بشكل أفضل بعد مغادرة جميع القوى الأجنبية غير الشرعية من سورية واستعادة دمشق سيادتها في جميع الأراضي السورية.

وتسيطر «قوات سورية الديمقراطية»، التي تتألف في مجملها من مقاتلين كرد، على معظم مناطق شرق الفرات بدعم ومساندة من القوات الأميركية في تلك المنطقة.

وقال يفيموف، بأن سورية تعيش حاليًا أصعب وضع اجتماعي واقتصادي منذ بداية الصراع في البلاد، بسبب ضغوط العقوبات ضدها من قبل عدد من الدول.

وقال السفير الروسي لوكالة سبوتنيك: «الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سورية اليوم صعب للغاية. ربما يكون هو الأصعب على مدار سنوات الصراع. تظهر عواقب الحرب هنا أكثر فأكثر كل عام. الاستنزاف العام للاقتصاد السوري واضح. يمكن ملاحظة مدى إرهاق الناس أنفسهم، الذين أصيبوا، علاوة على ذلك، بوباء فيروس كورونامع القيود المعروفة وخسائر مادية إضافية».

وأضاف يفيموف أن «تقديم مساعدات مادية متعددة الأوجه إلى سورية مسألة مهمة وذات طبيعة استراتيجية. نحن في الواقع نتحدث عن إمكانية تعزيز جهودنا العسكرية بشكل إضافي في مكافحة الإرهاب، وإضفاء طابع لا رجعة فيه على عملية إعادة سورية إلى حياة سلمية، وبالتالي المساهمة في تحقيق الاستقرار على المدى الطويل، إلى هذا الجزء القريب جغرافيًا والمهم من المنطقة العربية وشرق البحر الأبيض المتوسط».

ميدانياً، دخل الجيش السوري إلى مدينة طفس في ريف درعا جنوب البلاد، تنفيذاً لاتفاق تم التوصل إليه قبل أيام.

وذكرت وكالة «سانا» أن وحدات من الجيش بدأت تنفيذ انتشار ووضع نقاط حراسة «لبسط الأمن والاستقرار في البلدة تمهيداً لعودة كافة مؤسسات الدولة لعملها».

ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات بين ما تعرف باللجنة المركزية في المدينة والجيش السوري، أعقبت اشتباكات إثر مطالبة الجيش بتسليم مطلوبين.

وقضى الاتفاق حسب ما ذكرت وسائل إعلام معارضة بوقف عملية عسكرية مهّد لها الجيش بإرسال تعزيزات عسكرية، مقابل تسليم السلاح المتوسط الذي ظهر في المدينة مؤخراً، وتفتيش مزارع على أطرافها، مع التزام بعدم تنفيذ أي اعتقالات خلال التفتيش.

كذلك تضمّن الاتفاق «إعادة تفعيل دائرة الأحوال المدنية في بناء مخفر مدينة طفس».

وكان أمين فرع درعا لـ «حزب البعث العربي الاشتراكي» الحاكم، حسين الرفاعي، أكد أنه تم «التوصل إلى تسوية في طفس».

ونقلت صحيفة «الوطن» عن الرفاعي أن الاتفاقية تتضمن «خروج 6 من قيادات المسلحين وتسليم السلاح واستعادة المقار التي كانوا فيها» وأكد المسؤول الحزبي أن المسلحين «وافقوا على الخروج من طفس وتسليم الأسلحة».

وجاءت التصريحات بعد الإعلان عن إطلاق سراح 62 من الموقوفين في مدينة درعا، ضمن «اتفاقية التسوية الخاصة بالجنوب السوري»، وقالت صفحة فرع «البعث» في حينه إن الإفراج عن الموقوفين تم «بمكرمة من الرئيس بشار الأسد».

وفي سياق أمني آخر، اختطف مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية عدداً من المدنيين بينهم مختار بلدة تل أبيض الشرقي في ريف الرقة الشمالي.

وذكرت مصادر محلية لـ سانا أن مرتزقة الاحتلال التركي من الإرهابيين داهموا منازل المواطنين في بلدة تل أبيض الشرقي في ريف الرقة الشمالي واختطفوا على إثرها مختار البلدة وولده مع عدد من الشبان تحت تهديد السلاح واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

وكانت قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية وفي إطار عدوانها على الأراضي السورية احتلت مدينة تل أبيض في الثالث عشر من تشرين الأول عام 2019 بعد قصف أحيائها بمختلف صنوف الأسلحة وتدمير معظم البنية التحتية فيها ما أدّى إلى نزوح أعداد كبيرة من أهلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى