أولى

العودة الى وثيقة الطائف وضرورة إلغاء الطائفية السياسية

} عمر عبد القادر غندور*

حالت الخلافات بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري دون تشكيل الحكومة العتيدة رغم مضيّ أربعة أشهر وكأننا في الأسبوع الأول على التكليف، ولا عجب، ذلك أنّ تشكيل الحكومات في لبنان يواجه عقداً داخلية وخارجية مترابطة تبرّر الجولات المكوكية للرئيس المكلف على عدد من العواصم العربية والأوروبية.

وقد ظنّ اللبنانيون يوماً، أنّ أزماتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية والمحاصصة وتبادل المكاسب الريعية بين السياسيين الدهريّين، انتهت بعد التوافق على وثيقة الطائف، وأن لا عودة إلى تلك الأزمات!

ولأنّ سوء الظنّ في بعض الأحيان لا يُعتبر مُنكراً، فقد اكتشف اللبنانيون بعد مضيّ 32 عاماً على توقيع وثيقة الطائف أنّ رهانهم كان على سراب، وأنّ اللعبة السياسية بين الأطراف لا تزال على حالها، وكأننا لسنا في دولة منكوبة منهارة مالياً واقتصادياً ونقدياً وصحياً، وانّ «حليمة» لا تزال على عادتها «أعطيني لأعطيك وغطيني لغطيك».

لذلك، أُهمل الكثير من بنود وثيقة الطائف، لأنها لا تخدم مصالح الطبقة السياسية، كإلغاء الطائفية السياسية التي ركزت عليها الوثيقة كما تنص الفقرة أ: إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الكفاءة والاختصاص في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة وفقاً لمقتضيات الوفاق الوطني.

وكذلك الفقرة ٧: انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني غير طائفي يُستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية.

وبهذا يوضع حدّ للاستثمار الطائفي وإقفال الدكاكين الطائفية التي أعمت القلوب والأبصار وجعلت الكثير من الناس عبيداً وأزلاماً!

وعلى أمل إصلاح وتعديل بعض بنود وثيقة الطائف لجهة تنظيم المسؤوليات، كالأزمة التي نعيشها في ضوء تعثر تشكيل الحكومة وإقفال الثغرات ومنها آلية تشكيل الحكومة.

1 ـ إعطاء مهلة محدّدة لرئيس الجمهورية للدعوة إلى الاستشارات النيابية والتكليف.

2 ـ إعطاء مهلة محدّدة للرئيس المكلف لتأليف وزارته.

3 ـ ولأنّ المركب لا يجوز أن يُبحر بقبطانين، وتلافياً لغرق المركب، نرى تحقيق ما بين:

أ ـ إما أن يختار رئيس الجمهورية وزراء الحكومة ويكون مسؤولاً أمام المجلس النيابي والرأي العام.

ب ـ إما أن يختار الرئيس المكلف وزراء الحكومة ويتحمّل مسؤوليتها أمام المجلس النيابي والرأي العام.

وبهذا نكون قد أنقذنا ما يمكن إنقاذه في ما تبقى من وقت قليل لصناعة المعجزة.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى