الوطن

مجلس وجهاء وشيوخ القبائل السوريّة: الوقوف مع الجيش السوريّ لطرد الاحتلالين الأميركيّ والتركيّ

دمشق تحذّر من «عواقب» الهجمات الأميركيّة على أراضيها.. وموسكو تنتقد واشنطن لاستخدامها منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة أداة لمصالحها

أكد مجلس وجهاء وشيوخ القبائل السوريّة خلال اللقاء التشاوريّ الذي عُقد في مدينة الحسكة ضرورة طرد قوات الاحتلال الأميركي والتركي من الأراضي السورية ووقف عمليات السرقة المنظمة لثروات الشعب السوريّ من قبل الاحتلال ومرتزقته وميليشياته.

وجدّد أعضاء المجلس في بيان لهم رفضهم الاستقواء بالمحتل الأميركيّ الذي يعمل لأجنداته الخاصة الرامية إلى زعزعة استقرار سورية ونشر الفوضى والفتنة بين أبناء الشعب السوريّ الواحد لإطالة أمد الحرب وتمزيق الجغرافيا والهوية السوريتين.

وبيّن رئيس مجلس شيوخ ووجهاء القبائل السورية الشيخ ميزر المسلط في تصريح لمراسل سانا أن المجلس «قدم مجموعة من الثوابت الخاصة التي يعمل في إطارها والتي تتمحور حول تأكيد الانتماء لسورية واحدة أرضاً وشعباً بقيادة الرئيس بشار الأسد والوقوف مع الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب ورفض كل الطروحات الانفصاليّة تحت أي عنوان».

من جانبه أشار عضو المجلس الدكتور أحمد الدريس إلى أن الهدف من اللقاء تقديم ورقة وطنيّة في سياق حوار وطني بعيداً عن أي تدخل خارجي لإيجاد حلول جذرية وفق مبادئ سيادة الدولة السورية.

كما أكد عضو المجلس رشاد عليوي أن ميليشيا «قسد» تستخدم القوة المسلحة وتعتمد أساليب الترهيب لكل المكونات الرافضة لوجودها من خلال الاعتقالات والتهجير والإخفاء القسري، وقال: «لذلك فالمجلس يرفض بشكل قاطع الاستقواء بالمحتل الأميركي ويجب على هؤلاء مراجعة حساباتهم. فالأميركي محتل لا يعمل إلا لفرض مخططاته».

وطالب أعضاء المجلس في بيانهم بضرورة إعادة جميع المؤسسات الحكومية الرسمية التي استولت عليها ميليشيا «قسد» إلى الدولة السورية وفي مقدمتها المدارس والمشافي، مشددين على أن المحتل الأميركي بالتعاون مع ميليشيا «قسد» هما السبب الرئيسي للمعاناة القاسية لأبناء سورية عامة وأبناء الجزيرة خاصة من خلال مواصلتهم سرقة مقدّرات الشعب السوري في الجزيرة السورية من نفط ومحاصيل استراتيجية.

إلى ذلك، حذّرت البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة واشنطن من الضربات الأميركية في سورية في أعقاب هجوم صاروخي جديد على القوات الأميركية في العراق المجاور.

جاء ذلك في تصريح خاص للبعثة إلى مجلة «نيوزويك» الأميركية.

وبحسب المجلة الأميركية، فقد استهدف الهجوم الأخير قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار الأربعاء، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي مماثل الشهر الماضي ضد مطار في مدينة أربيل الشمالية، «تبنته مجموعات موالية لإيران»، على حد تعبير المجلة.

ووسط ترقب بشأن الرد الأميركي المحتمل، حذرت البعثة السورية في الأمم المتحدة من أن الاعتداءات الأميركية في سورية تمثل «تجاهلاً تاماً لمبادئ وأعراف القانون الدولي».

وقارنت البعثة السورية نهج بايدن في الشرق الأوسط بنهج سلفه، الرئيس دونالد ترامب، الذي استهدف سورية أيضاً رداً على هجمات في العراق.

وقالت البعثة إن نهج بايدن «يبعث بإشارة سلبية لسياسات الإدارة الجديدة وسعيها الدؤوب لتطبيق قانون القوة بدلاً من قوة القانون، وذلك استمراراً لنهج الإدارات الأميركية السابقة في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية في العالم».

وبالإضافة إلى التداعيات القانونية، قالت البعثة السورية إن العواقب المزعزعة للاستقرار لمثل هذه الأعمال الأميركية ستتردّد في جميع أنحاء المنطقة. وأضافت أن «الجمهورية العربية السورية تدين بشدة العدوان الأميركي على سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها لأنه ينتهك بشكل خطير مبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة». وحذرت سورية من أن هذا العدوان سيؤدّي إلى عواقب تصعيد الأوضاع في المنطقة وتهدد السلم والأمن.

وفي سورية، لا تزال الولايات المتحدة تواجه انتقادات ليس فقط من حكومة البلاد، ولكن كذلك من إيران وروسيا. وقد دعمت القوتان الرئيس السوري بشار الأسد في حرب استمرت عقداً من الزمن ضد الميليشيات والجماعات الإرهابية، والتي تلقى بعضها ذات مرة مساعدة أميركية قبل أن يتحول الدعم إلى «قوات سورية الديمقراطية» التي تقاتل تنظيم «داعش، بحسب «نيوزويك».

وقالت البعثة السوريّة لـ»نيوزويك» إن «الجمهورية العربية السورية دعت الإدارة الأميركيّة إلى وقف هذا النهج العدواني المتكرّر والالتزام بقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها». وأضافت أنه «يجب على الإدارة الأميركيّة الابتعاد عن سياسات الإدارات السابقة التي هدفت إلى زعزعة أمن واستقرار سورية من خلال أعمال العدوان والاحتلال واستخدام الإرهاب ورعاية الميليشيات الانفصاليّة العميلة في شمال شرق سورية ونهب الممتلكات الثقافية والنفط والغاز، بالإضافة إلى فرض إجراءات قسريّة أحاديّة الجانب لها آثار كارثيّة على الحياة اليوميّة لملايين السوريين».

على صعيد آخر، صرّح نائب المندوب الروسيّ لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بأن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون لتحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة إلى أداة لتحقيق مصالحهم.

وقال بوليانسكي خلال جلسة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة، الأربعاء: «كل يوم تتكاثر التأكيدات لمساعي الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والأطلسيين إلى تحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، وهي هيئة دولية فنية مختصة، إلى أداة لتحقيق مصالحهم الجيوسياسية».

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن مثل هذه المواقف من قبل الدول الغربية كانت واضحة بشكل خاص أثناء التحقيقات في الحوادث المحتملة لاستخدام السلاح الكيميائي في سورية، عندما تمّ تحميل دمشق كامل المسؤوليّة في غياب أدلة كافية.

وأكد أنه يجب في سياق محاربة انتشار الأسلحة الكيميائية، أن تعير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اهتمامها للولايات المتحدة ذاتها، قائلاً إنه «سيكون من المنطقي أن تقدّم المنظمة تقريراً حول التقدّم في إتلاف الترسانة الكيميائية للولايات المتحدة، الذي لم ينته بعد».

وناقشت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء مشروع قرار حول التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في التحقيق في الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية في سورية. ووصفت روسيا الوثيقة بأنها «غير متوازنة ومسيّسة للغاية».

على الصعيد الأمني، أعلن المركز الروسيّ للمصالحة في سورية عن قمع المسلحين لمظاهرة احتجاجيّة للسكان في مدينة الباب بريف حلب، مما أسفر عن إصابات بين السكان.

وقال نائب مدير المركز الروسيّ للمصالحة، اللواء البحري ألكسندر كاربوف، في بيان له إن «نحو 150 شخصاً خرجوا للتظاهر في مدينة الباب بدعوات لانسحاب الفصائل الموالية لتركيا وعودة الأراضي لسيطرة دمشق».

وأكد أن «المظاهرة تمّ تفريقها بالقوة من قبل المسلحين، مما أسفر عن إصابة 5 سكان محليين بجروح».

وأشار كاربوف إلى تنامي «الميول الاحتجاجيّة» وسط السكان في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركيّة في سورية، الذين يعارضون «فظائع عناصر التشكيلات المسلحة غير الشرعية».

ودعا المركز الروسيّ قادة التشكيلات المسلّحة إلى «الوقوف إلى جانب تسوية سلميّة» في المناطق التي يسيطرون عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى