أولى

تحركات الشارع والعفوية

 

قدّم مشهد اللحظات الأولى في 17 تشرين نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه التحركات العفوية للاحتجاج الشعبيّ، وقدّمت صورة ما بعدها نموذجاّ عن تحرّكات تنسب للعفوية ولا يمكن تصديق عفويتها.

خلال الأيام الماضية تحرّك سعر الصرف بصورة تفوق أي محاولة لربطها بالاعتبارات الاقتصاديّة وكان واضحاً وجود أيادٍ سياسية تقف وراء الضغط على سوق الصرف ليسجل ارتفاعاً يضاعف سعر الدولار خلال أسابيع رغم تراجع حجم الاستيراد الى النصف وكان واضحاً أن رهان الواقفين وراء اللعب بالسوق هو استفزاز الغضب الشعبي لتمتلئ الشوارع بالغاضبين ويسهل أخذ الأمور الى الفوضى.

عملياً أظهرت التحركات التي شهدناها جفافاً شعبياً فالذين ظهروا في الشوارع في بيروت والمناطق كانوا يلجأون الى قطع الطرقات، بدلاً من تكرار مشهد 17 تشرين لأنهم يعرفون ضآلة أعدادهم، فسقف المشاركين كان بالعشرات وأحياناً كان يقوم شباب على الدراجات بإشعال الإطارات في منطقة والانتقال الى منطقة أخرى لفعل الشيء نفسه، فتجد الإطارات المشتعلة ومكبات النفايات ولا تجد شباباً قربها.

عملياً كان واضحاً أيضاً أن القوى الأمنية تتعامل مع قطع الطرقات بخلفيّة معرفة أن قوى سياسية تقوم به، وعندما تتحدث عن عدم نيّة التصادم مع الشعب تقصد هذه القوى السياسية.

الشعب كان خلال التحركات ضحيّة مرتين، مرة بنتائج ارتفاع سعر الدولار، ومرة بحجز حريتهم على الطرقات داخل سياراتهم، أحياناً لساعات، مع استعادة مشاهد الحرب الأهلية بالخوف من تحول الطرقات الى هويات طائفية، أو حدوث تصادمات تعرّض أمن العابرين للخطر.

القوى الأمنية والعسكرية مطالبة بحماية المواطنين من الخطر وحماية السلم الأهلي من المخاطرة، وقطع الطرقات يهدّد الاثنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى