الوطن

تنديد واسع بجرائم العدو في القدس وإشادات بتصدّي الأهالي للاحتلال

برّي: الانتفاضة دعوة للأمّة وشعوبها لتصليب الوحدة والإقلاع عن التضحية بالأوطان والثوابت الوطنية والقومية

توالت المواقف المندّدة بجرائم العدو الصهيوني الوحشية ضد أبناء القدس المحتلة والمشيدة في المقابل، بتصدّي الأهالي العزّل ببسالة للهجمة المعادية، داعيةً إلى أوسع تضامن مع شعبنا الفلسطيني.

وفي هذا السياق، أكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في بيان، أن «الانتفاضة الرمضانية للشعب الفلسطيني في باحات المسجد الأقصى وفي أحياء مدينة القدس، وعلى تخوم أبواب المدينة المقدسة الإحدى عشرة ولا سيما «أبواب العمود» «الأسباط» و»المغاربة»، بقدر ما تمثّل وعياً فلسطينياً لدى أبناء القدس، شيباً وشباباً أطفالاً ونساءً حول هوية مدينتهم ومستقبلها كعاصمة أبدية لدولة فلسطين وحول ثقافتها وتراثها العربي الإنساني الذي يأبى التهويد، هي أيضاً تمثّل دعوة مقدسية لنا في لبنان وعلى مساحة الأمّة وشعوبها لإيقاظ الوعي حول أهمية تصليب الوحدة الوطنية والإقلاع عن العبث السياسي والتضحية بالأوطان والثوابت الوطنية والقومية مقابل المصالح الشخصية والفئوية الضيقة. هي أيضاً صرخة فلسطينية «بلغة الضاد» لإيقاظ الوعي في الأمّة وتصويب بوصلتها نحو معرفة من هو العدو ومن هو الصديق».

وأضاف «من لبنان من جنوبه من حدوده مع فلسطين المحتلة… ونقاط اعتلامها من البحر إلى أقصى البرّ مرسّمة بمداد الدماء… مرصّعة بأسماء الشهداء… تحيةّ اعتزاز للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة وهم يصنعون وحدتهم في القدس ولأجلها ومن أجل فلسطين، تحيّة للمقدسيين للحجارة في أكف أطفالها. ولسواعد وهامات شبابها المشرئبة شموخاً وإباءً. ولابتهالات النساء والشيوخ يعيدون للقدس سيرتها الأولى. أرضاً للميلاد الدائم بالخلاص والقيامة والرجاء. وليالي إسراء لمعراج من الأرض نحو سماء ونحو الحق والحقيقة. تحية للفلسطينيين على مساحة وطنهم المحتل من بحره إلى نهره وللمقدسيين الذين يصنعون في ليالي رمضان «ليالي قدرهم» و»ليالي قدر للأمّة» في الحرية والكرامة والتحرّر. تحيةً لهم ولسان حالنا معهم قوله تعالى «إن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل».

وختم «فعذراً من إبنة فلسطين «نردين نبعة» منها نقتبس، ومعها نروي رواية القدس وباب العمود: من يتجاهل ما يحدث في الأقصى إمّا مساوم قبض الثمن، وإمّا خد اعتاد الصفع حتى بات لا يعرف ملامحه أهي عربية أم عبرية!!».

وتعليقاً على مشهد الشباب الفلسطيني المنتفض في القدس، اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، بالقول «فلسطين لن تموت».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان، أن «هذه الهبّة المقدسية تعبّر عن وجدان الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال والمتمسّك بحقوقه المشروعة والرافض لكل أشكال التطبيع معه»، آملاً أن «تكون هذه الهبة بشارة لاندلاع انتفاضة شعبية على مساحة فلسطين تزلزل الأرض تحت أقدام الصهاينه المعتدين». وناشد قبلان قوى وفصائل الشعب الفلسطيني أن «يتمسكوا بوحدتهم الوطنية ويتضامنوا نصرة لقضيتهم التي تشكل القدس رمزها المقدس، فيكونوا كتلة وطنية متراصة في مواجهة غطرسة الاحتلال».

وتوجهت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بـ»التحية وكل معاني الاعتزاز والافتخار،  إلى شعبنا الفلسطيني المناضل في القدس المحتلة، وهو يخوض ملحمة عزّ وفخار بتصديه ومقاومته البطولية للاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على المصلّين في المسجد الأقصى ووقفة مجاهديه الشجاعة عند باب العامود في البلدة القديمة» . وخصّت بـ»التحية الشباب الأبطال المدافعين عن المسجد الأقصى، وهم سنده الحقيقيين وحرّاسه المؤمنين».

وأعلن الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح «التضامن الكامل مع شعبنا الفلسطيني المقاوم والثائر والمتمسّك بحقوقه التاريخية والمدافع عنها»، مؤكداً «أن الرهان الأول والأخير هو على إرادة شعبنا وفعله البطولي على الأرض».

وأضاف «البوصلة لنا جميعاً هي القدس كل القدس لا شرقية ولا غربية، ومنها إلى فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر «. ودان واستنكر» الإجرام الصهيوني  والاعتداءات المتكرّرة على أهلنا في القدس المحتلة واستخدام السلاح ضد المقدسيين، ما أدّى إلى إصابة أكثر من مئة جريح من الأبطال المنتفضين واعتقال العشرات منهم».

وحذّر من «الاعتداءات الوحشية من قطعان المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين الصائمين والمصلين ومن مشاريع الصهاينة المتطرفين «منظمات المعبد»، التي تستهدف المسجد الأقصى،  ومن مخططاتهم الإجرامية لاقتحامه في الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لمناسبة ما يسمى «يوم القدس» بالتقويم العبريّ «.

وأعلن صالح التضامن الكامل مع أهلنا ودعا الفصائل الفلسطينية «أولاً والقوى والأحزاب والهيئات العربية والدولية ثانياً، إلى التضامن الكامل مع أهلنا وتقديم كل أنواع الدعم اللازم لهذه الانتفاضة الرمضانية المباركة».

وأصدرت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي، بياناً حيّت فيه انتفاضة المقدسيين، معتبرةً، أن «ما يقوم به العدو الإسرائيلي في القدس هو اعتداء على القيم الإنسانية وعلى ركائز القانون الدولي»، داعبةً إزاء ذلك «إلى تدخل سريع من المؤسسات الدولية لوقف تصرفات الاحتلال وردعها».

ودانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان «اعتداءات الإسرائيليين المستمرة والمتكررة على المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات المتواصلة لباحاته، وما تقوم به عصابات الإجرام وشرطة الاحتلال ضد أهلنا في المدينة المقدسة للاستيلاء على أحيائهم وطردهم من منازلهم في محاولات بائسة لطمس معالم مدينة القدس وهويتها الوطنية».

وأكدت «أهمية وضرورة توحيد الجهود وانخراط كل قطاعات شعبنا بكل انتماءاتها في المقاومة الشعبية بكل أشكالها وأدواتها في هذه المعركة الوجودية والملحمة البطولية التي يسطرها شعبنا ضد الاحتلال في باحات الأقصى، وأزقة وشوارع مدينة القدس، وباب العامود، وحي سلوان، ووادي الجوز، وفي كل أرض الوطن في الضفة الغربية وقطاع عزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948».

ودعت «الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية لبذل كل الجهود من أجل دعم صمود شعبنا في مدينة القدس واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لفضح دولة الاحتلال وممارساتها الإجرامية والعنصرية المخالفة لكل القرارات والمواثيق الدولية».

واعتبرت «لجنة التضامن مع الأسرى» و»منتدى الإعلام في لبنان لدعم صمود المقدسيين الأبطال»، في بيان مشترك «أن الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتله، مستقوياً بتواطؤ دول الاستعمار معه  ودعمها المخزي لجرائمه كافةً ومستقوياً كذلك بتغطية حكومات التطبيع الناطقة كلياً أو جزئياً باللغة العربية لهذه الجرائم، دفع بقطعان وحوشه للانقضاض على الأحياء المسكونة من أهل فلسطين  فصاروا يحرقونها مدعومين من القوات المسلحة الاسرائيلية. لكن أهل الأرض المقدسيين هبوا فوراً و تصدوا بشجاعة المقبل على الشهاده، عزّل من أي سلاح غير سلاح الحق والعزيمة التي لا تُقهر، هبّوا بصدورهم العارية كالعين التي تتصدّى للمخرز، فسقط منهم الضحايا، لكن  ببسالة مدهشة اشتبكوا مع القطعان المتوحشة وجند الاحتلال  فصار هؤلاء يفرّون مسرعين منهزمين أمام شجاعة وتضحيات أهل الأرض .

وأشار إلى أن «بسالة أهل الأرض المحتلة تشكل نداء استنفار للشباب العربي للالتحاق بركب الحياة ونبذ مسيرة الموت المذلّة التي جعلت من الحكومات العربية مضرب مثل بالعمالة للاستعمار والصهيونية و التآمر على فلسطين «.

ودعوا الحكومات التي لم تطبّع بعد إلى اتخاذ موقف أكثر وضوحاً وجرأة في مجابهة المطبّعين خصوصاً أن أهل فلسطين والجولان السوري المحتل «يثبتون كل يوم أنهم أبناء الحياة وأنهم جزء لا يتجزأ من مسيرة الصمود الرافض بشكل قاطع لخيار العبودية «.

وأكدا أن «صمود أهل الأرض المحتلة يشكل رافعة لأحرار العالم أجمع فمن العار على كلّ عربي يتهرّب من مساندت». ولفتا إلى أن «صمود اهل الأرض المحتلة فرصة لصياغة آلية تنسيق جديدة بين الدول العربية تسهم في إخراج الجامعة العربية من تعاستها وسحبها بالتالي من دوامة الموت الذليل».

وفي الإطار عينه، تداعت المخيمات الفلسطينية إلى وقفات تضامنية دعماً لإنتفاضة القدس، شارك فيها إلى حشود من أبناء المخيمات فصائل العمل الوطني الفلسطيني وتخللها كلمات دانت العدوان الصهيوني على مدينة القدس ودعت إلى «مواجهة الانتهاكات الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء القدس خصوصاً بمزيد من الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى