الوطن

مستشار الأمن القوميّ العراقيّ يلمّح إلى خروج الاحتلال نهاية العام الحالي.. وكاميرات الحشد وثقت إنزال طائرات أميركيّة عناصر إرهابيّة

الكاظمي: لم نعد بحاجة إلى قوات قتاليّة أميركيّة لمحاربة «داعش»

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عشية زيارته واشنطن، إن «العراق والولايات المتحدة انخرطا في نقاش ضمن مجموعة عمل خاصة بالعراق خلال السنة الماضية حول أسس العلاقة بين البلدين بعد الانسحاب الأميركيّ».

وخلال مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، قال الكاظمي إن «القوات الأمنية العراقية والجيش قادرون على حماية أمن البلاد ومتابعة التصدّي لجيوب داعش».

كما أكّد أن بلاده لم تعد بحاجة إلى قوات قتالية أميركية لمحاربة تنظيم «داعش»، «لكن الإطار الزمني الرسمي لإعادة انتشارها سيعتمد على نتيجة المحادثات مع المسؤولين الأميركيين هذا الأسبوع».

وقال الكاظمي إنّ «العراق ليست أفغانستان وإن الانسحاب الأميركيّ من العراق ليس شبيهاً بالانسحاب من أفعانستان، مؤكداً أنّ العراق منفتحٌ على كلّ الدول ومعنيٌّ باستقرار المنطقة سياسياً».

ووصل على رأس وفد حكومي، الكاظمي، الأحد، إلى الولايات المتحدة الأميركية وذلك في زيارة رسمية تستغرق عدّة أيام تشهد بحث العلاقات العراقية الأميركية في مختلف المجالات والقضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

وقال الكاظمي قبيل مغادرته إن «هذه الزيارة تأتي في إطار جهود العراق لترسيخ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية، مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما أنها تتوّج جهوداً طويلة من العمل الحثيث خلال جلسات الحوار الاستراتيجي لتنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين على أساس المصلحة الوطنية العراقية».

هذا ولم تستبعد مصادر أميركية أن تحتفظ واشنطن بوجودها العسكري في العراق على المستوى الحالي. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية والبيت الأبيض إمكانية أن تحافظ واشنطن على قواتها العسكرية في العراق من خلال تغيير وظائفهم «على الورق» فقط.

وفي السياق، ألمح مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، إلى إمكانية خروج القوات الأميركية من البلاد نهاية العام الحالي.

ونقل مكتبه في بيان صحافي عنه القول: «أكدنا للجانب الأميركي عدم حاجة العراق لأية قوة قتالية أجنبية على أراضيه، وسيكون ليوم 31 ديسمبر 2021 طعم خاص».

يذكر أن مستشار الأمن القومي العراقي ترأس الجمعة الماضي الوفد العراقي الفني خلال اجتماع مع الوفد الأميركي الذي رأسه وزير دفاع الولايات المتحدة، بشأن تمركز القوات الأميركية في العراق.

وفي وقت سابق، أكدت «تنسيقية المقاومة العراقية» أنها لن تسمح «بوجود أي جندي أميركي داخل البلاد مهما كانت صفته، أو تحت أي ذريعة»، وفقاً لبيان رسمي.

قال قيادي في الحشد الشعبي العراقي، إن كاميرات مراقبة وثّقت قيام طائرات أميركية بإنزال عناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي على الأراضي العراقية.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، عن القيادي في الحشد الشعبي العراقي، قاسم الكريطي، تصريحات أكد فيها أن كاميرات حرارية وثقت كيفية قيام الطائرات الأميركيّة بإنزال عناصر إرهابية في محافظة صلاح الدين العراقية.

وأشار الكريطي في تصريحاته إلى أن أميركا «غير جادة بسحب قواتها من العراق ونحن قادرون على حماية البلاد، ووجود قواتها القتالية كشف زيف تصريحات الحكومة العراقية والجانب الأميركي»، على حد تعبيره.

وأضاف القيادي العراقي، مشيراً إلى توثيق كاميرات حرارية عملية إنزال أميركية: «أميركا داعمة للإرهاب والكاميرات الحرارية في صلاح الدين وثقت كيفية إنزال الطائرات الأميركية لعناصر «داعش» داخل أراضي البلاد».

وشدّد القيادي العراقي على أن الشعب العراقي هو مَن يُقرّر بقاء هذه القوات من عدمه في البلاد، وقال: «الشعب العراقي هو المعني ببقاء القوات الأميركية أو إخراجها من البلاد»، وتابع: «العراق ليس بحاجة إلى أي تواجد أجنبي على أراضيه والقوات الأمنية والحشد الشعبي قادرون على حمايته».

عادت قضية انسحاب القوات الأميركية من العراق إلى الطاولة مجددا خلال المفاوضات الجارية بين الطرفين في واشنطن، وتوقعت بيانات صادرة عن بغداد بأن تكون نهاية العام فاصلة في هذا الأمر.

نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين، أنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والعراق رسمياً إنهاء عمل البعثة القتالية الأميركية في العراق بنهاية هذا العام. وأضاف المسؤولون، الخميس الماضي، أن البلدين يواصلان عمليّة الانتقال نحو توفير التدريب والمشورة للقوات العراقيّة.

وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه، إن «النقطة الأساسيّة التي سنسمع بها وأعتقد أنها مهمة للغاية هي أن إدارة بايدن ترغب في البقاء بالعراق لأن الحكومة العراقية دعتنا إلى هناك وطلبت منا مواصلة ذلك».

وأضاف المسؤول: «المهمة لم تتغير… ما نتحدث عنه هو كيفية دعم قوات الأمن العراقية في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية».

وقال المسؤول إن التركيز سينصبّ على الأمور اللوجستية، وصيانة العتاد، ومساعدة القوات العراقية في تطوير قدراتها في قطاعي المخابرات والمراقبة».

ويواجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ضغطاً متزايداً في الداخل من جماعات برلمانية تعتبره مؤيداً للجانب الأميركي.

ويوجد في العراق حالياً 2500 عسكري أميركي يركزون على مواجهة فلول تنظيم «داعش»، وليس من المتوقع أن يكون للإجراء تأثير كبير خاصة أن الولايات المتحدة تحركت بالفعل نحو التركيز على تدريب القوات العراقية.

لكن الإعلان، المتوقع صدوره عقب اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره العراقي في واشنطن الأسبوع المقبل، سيصدر في وقت حساس سياسياً للحكومة العراقية وقد ينظر إليه داخليا في العراق باعتباره انتصارا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى