الوطن

مزيد من المواقف الرافضة لاستضعاف آل سعود لبنان فرنجية من بكركي: قرداحي مظلوم ولن نتعاطى بدونية مع السعودية وزير الإعلام: استقالتي من الحكومة غير واردة

في موازاة استمرار السعودية في التصعيد والتحريض ضدّ لبنان وأهله، بذريعة الموقف الذي أدلى به وزير الإعلام جورج قرداحي بصفته إعلامياً، قبل توليه منصبه الوزاري بأسابيع عدّة بشأن الحرب على اليمن، وإصرار الرياض ومعها بعض دول الخليج، على استقالته من الحكومة، أكد قرداحي في مقابلة تلفزيونية،  أن استقالته من الحكومة غير واردة.

وكان وزير الإعلام زار بكركي أول من أمس، بناءً على طلب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، المتحمّس لتلبية الطلبات السعودية.

وردّ قرداحي لدى وصوله على سؤال حول نيّته الاستقالة قائلاً «خلّينا نشوف البطريرك شو بدو» وغادر في وقت لاحق بكركي، من دون الإدلاء بأي تصريح.

وسبق هذا اللقاء، اجتماع الراعي مع رئيس «​تيار المردة​« النائب السابق ​سليمان فرنجية​ في الصرح البطريركي. وقال فرنجية بعد الاجتماع «وزير الإعلام ​جورج قرداحي​ عرض عليّ أن يُقدّم استقالته من ​بكركي​ ومن ​بعبدا​ وأنا رفضت، لأن ضميري لا يسمح لي أن أطلب ذلك من وزير لم يخطئ»، مؤكداً وقوفه إلى جانب قرداحي «بكل قرار يأخذه، فهو مظلوم وأنا لم آتِ به لأقدمه فدية لأحد».

وأشار إلى أن «الأسهل اليوم عند كل مسؤول لبناني، أن يتخلّى عن الناس ويتركهم ويبيّض وجهه، كما رأينا في اليومين السابقين وأعراض الناس وكراماتها لا تعنيه، بل المهم أن يصل»، لافتاً إلى أن «الناس لم تعتد بعد على أننا لسنا كذلك. نحن نتمنى فعلاً العلاقات الجيدة والممتازة مع الدول العربية وفي الحرب التي حصلت آخر 15 سنة لم نتفوّه بكلمة ضدّ دول الخليج أو أي دولة أخرى، لا خوفاً ولا تملّقاً، بل قناعة منّا».

وشدّد على أن «موقفنا من السعودية ومن الإمارات وكل الدول العربية والخليج واضح، ربما نتفق ونختلف معهم بالسياسة​​، ولكننا لسنا بحجم أن نتحداهم»، موضحاً أن «ما حدث اليوم كنا نتمنى ألاّ يحدث، لأن هناك وزيراً صديقاً وحبيباً، قال رأيه كمواطن لبناني قبل شهر من تسلمه الوزارة وقبل 20 يومًا من معرفة أنه سيصبح وزيراً ونحن في بلد حرّ وديمقراطي».

وتابع «ربما مصلحتي الشخصية والسياسية اليوم أن أقول لقرداحي استقل، ولكن أنا لا أقبل أن «ينعمل هذا الجو» ضد وزير لم يفعل شيئاً في بلد ديمقراطي»، مشدّداً على أننا «لن نتعاطى بدونية مع السعودية، وإذا أراد أي فريق سياسي ذلك هذا شأنه». وأضاف «يقولون اليوم الشعب اللبناني كله يدفع الثمن، ولكن حين يؤكد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضهما لهذا الكلام، هذا واضح ويكفي إذا لم نكن نريد أن نفتعل مشكلة».

وتساءل فرنجية «هل قرداحي هو سبب أو عذر؟ اليوم أنا أقول للدولة إذا أُقيل او استقال قرداحي، لن نسمّي وزيراً بعده».

وأعرب عن تخوفه «الدائم على الانتخابات، ولكن اليوم لدي خوف على مصير البلد. فاليوم الحلول يجب أن تكون دائماً بالإيجابية، ولكنني خائف من أن نكون ذاهبين للحلول بالسلبية».

وفي هذا السياق، أشار رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب ​طلال أرسلان​، في تصريح عبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى «إننا نتمسّك بالعلاقة التاريخية الخاصة التي تربطنا بـ​المملكة العربية السعودية​ منذ أيّام الملك الراحل عبد العزيز وصولاً إلى الملك سلمان، وبعلاقة لبنان بمحيطه العربي، ونؤكد حرصنا على تطوير هذه العلاقة وتمتينها خصوصاً أنّ الذي حصل لا يرقى إلى مستوى تعكير هذه العلاقة».

ولفت إلى أن «من هذا المنطلق، ندعو الأخوة في المملكة  خصوصاً والعرب عموماً إلى إعادة النظر في الإجراءات التي اتخذت، حيث أننا نودّ أن تكون لدينا أفضل العلاقات مع محيطنا العربي».

واتسعت في اليومين الماضيين، رقعة التضامن مع قرداحي والرفض لاستضعاف مملكة آل سعود لبنان. وفي هذا الإطار، سأل النائب السابق إميل لحّود في بيان «أين كانت الدول العربية التي تتسابق اليوم الى عزل لبنان وتركيعه، مستغلّة الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها، حين سجن رئيس حكومة لبنان في السعودية، في سابقة لم تحصل بين دولتين عربيتين يفترض أنهما شقيقتان؟».

 وأشار الى أن «الدول العربية تحاسب إعلامياً أعطى رأيه، قبل أن يتولى منصباً عاماً، في محاولة منها لنقل تجربة كمّ الأفواه السائدة فيها إلى لبنان المؤمن بحرية التعبير، غافلةً عما قالته الولايات المتحدة، مثلاً، عن الموضوع نفسه، وهو أقسى عليها بكثير مما قاله الوزير جورج قرداحي، فتسدّ آذانها عن كلام القوي المسيطر وتتمرجل على الشقيق الضعيف».

 وأضاف «وسط هذه الحرب العلنية التي تُشنّ على لبنان، وفي ظل بيانات الخنوع التي تصدر من هنا وهناك، يبرز موقف لا نستغربه من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي لا يساوم ولا يرضخ ولا يتخلّى عن ثوابت».

 وختم لحّود «في زمن قلّة الوفاء، وندرة الرجال، كم نفتقد لمثل هذه المواقف، وهنيئاً للوزير قرداحي ما يتعرض له من حملات بسبب رأي قاله وليس بسبب خطأ ارتكبه».

بدوره، أعرب لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية عن تضامنه مع قرداحي «في مواجهة الحملة المسعورة التي يتعرض لها من قبل الحكومة السعودية وأدواتها ومرتزقتها، من عبدة البترو دولار  في لبنان». ووجّه التحية «لكل المواقف الوطنية التي هبّت لدعم الوزير قرداحي والدفاع عن الكرامة الوطنية ورفض التهجّم عليه، ولاسيما موقف الوزير سليمان فرنجية».

وأكد اللقاء «أن استحضار حكّام المملكة السعودية تصريحاً قديماً للوزير قرداحي قبل تعيينه وزيراً، يصف فيه الحرب على اليمن بالعبثية، وهو توصيف موضوعي وأضعف الإيمان لحرب تدميرية وحشية، إنما هدفه التغطية على هزائم المملكة في اليمن، وعلى مأزق حليفها سمير جعجع الذي وقع في فخّ المجزرة الجديدة التي ارتكبها حزبه، حزب القوات، في الطيونة، والتي كان هدفها إشعال الفتنة الطائفية».

ولفت إلى «أن مملكة آل سعود تحاول يائسة فرض هيمنتها على لبنان، للتعويض عن فشلها في فرض هيمنتها على الشعب العربي اليمني، وعن هزيمتها هي وأسيادها الأميركيين في حربهم الإرهابية في سورية وسقوط أحلامهم في الإطاحة بالرئيس المقاوم بشّار الأسد».

وأكد «أن الهجوم على الوزير قرداحي وتشديد الحصار الاقتصادي على لبنان، إنّما يهدف إلى محاولة ابتزاز لبنان والتحريض ضد المقاومة وإثارة الفتنة، خدمةً للعدو الصهيوني، كما هو محاولة مكشوفة من حكام آل سعود لتأكيد استعدادهم لاستكمال أهداف المخطط الأميركي الصهيوني للنيل من المقاومة، وضرب المواقف الوطنية والقومية الشريفة التي تأبى الارتهان  لمملكة الشرّ والتآمر على قوى المقاومة والعروبة والقضية الفلسطينية، الأمر الذي يُذكّرنا بتاريخ آل سعود في حياكة مؤامراتهم ضد الأنظمة التقدمية التحرّرية المعادية للاستعمار والرجعية العربية، وفي الطليعة نظام الرئيس جمال عبد الناصر لأنه وقف سنداً قوياً لفلسطين وقوى التحرّر  ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية».

وأكد «اللقاء» أن لبنان المقاوم الذي هزم العدو الصهيوني وصنع مجد لبنان «لا يُمكن أن يرضخ لمملكة التآمر وأداة الاستعمار والصهيونية، وأن هذه المملكة لن تستطيع الهروب من استحقاق هزيمتها المذلّة أمام المقاومة البطولية للشعب اليمني والتي باتت قاب قوسين من تحرير مدينة مأرب آخر معاقل قوى العدوان السعودي في شمال اليمن».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى