أخيرة

ديموقراطية…

95% من الإعلام في أميركا مملوكٌ من 5 شخصيّات اعتباريّة… يستطيع هذا الجسم الإعلامي الذي يهيمن عليه الصهاينة أن يجعل من «دراكولا» يوحنّا المعمدان، ومن القدّيس بطرس «فرانكنشتاين». ثم يتحفوننا بلا انقطاع بديموقراطية أميركا التي يريدون تصديرها بالقوة إلى العالم… بهذه الديموقراطية العجيبة يستطيعون صياغة الذات الموضوعية للإنسان كيفما يشاؤون… يتحكّمون بمزاجه السياسي والفنّي والفكري، ويصطنعون له معيار الحق والجمال والأخلاق، فيصبح الفلسطيني الذبيح المظلوم إرهابيّاً… بينما يصبح الصهيوني اللص القاتل المعتدي المحتلّ والسارق لأراضي الغير قدّيساً، سليلاً للأنبياء ومنجِزاً لوعد الربّ، ومختاراً من بين شعوب الأرض لتحقيق الخير والأمان والمحبة.

نفس الإعلام الذي صنع – على سبيل المثال ـ من «روك هدسون» فتىً الشاشة في هوليوود والذي كان ينتصب مترين طولاً، ويتمتّع ببنية رياضية ساحرة، ثم تبيّن أنه مثلي… وكاري غرانت الذي روّجت له الدعاية بصفته مثالاً للرجولة الطاغية بوسامته وصوته الدافئ الرخيم، كانت تجمعه علاقة مثليّة مع الكاوبوي ذي الأداء الرجولي الباهر «راندولف سكوت»… غيضٌ من فيض لما يمكن لهذا الإعلام أن يفعله للعبث بكيمياء العقول وصياغة المزاج الفكري للإنسان. ترويج للأشخاص وللأفكار وللسياسات كما الترويج للسّلع… يراهن على نظرية أنّ الكمّ السّاحق من البشر غير محصّن فكريّاً ولا مزاجيّاً، ومن الممكن باعتماد سياسة الإلحاح الإعلامية، صياغة التوجه والمزاج والمعايير في داخل الإنسان… ثم يطلق هذا الإنسان ليمارس حقّ الانتقاء وبحرّية بعد أن تمّ العبث بعقله ووجوده المعنوي بحيث يخدم في النهاية أهداف رأس المال الموغل في وحشيته وأنانيته.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى