أولى

إعلاميون ضد التطبيع

فتح مؤتمر إعلاميون ضد التطبيع النقاش حول ظاهرة التطبيع وكيفية التعامل معها، سواء لجهة حضور هذا العنوان عربياً في ضوء الاتفاقيات الخليجية مع كيان الاحتلال، أو لجهة ظهور ترددات لبنانية إعلامية تتحدث عن التطبيع كوجهة نظر، يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بترجمتها بالحضور الإعلامي على قنوات الاحتلال.

الأمر الأول الذي يجب إدراكه هو خطورة الإيحاء خلال مواجهة مشاريع التطبيع، وكأن كيان الإحتلال في طور صعود القوة وإمساك زمام المبادرة، واستعمال مصطلحات توحي بالتفوق الإسرائيلي من خلال مقاربة ظواهر التطبيع، وهذا فيه مجافاة للحقيقة، فالذي يجري يحتاج إلى تفسير كونه يجري في ظل إختلال واضح في موازين القوى في غير صالح كيان الإحتلال، ودخول المقاومة في مرحلة الإمساك بزمام المبادرة في ميدان الصراع كما أظهرت معركة سيف القدس ومعادلة القدس تعادل حرباً إقليمية.

استحضار التطبيع كظاهرة سياسية عبر المشهد الخليجي وكتظاهرة إعلامية عبر لبنان وسواه، هو أولاً مشروع خداع بصري بإستعارة مفردة التطبيع من كونها نهاية مسارات الصراع إلى لحظاته الصعبة على الكيان، للإيحاء لداخل الكيان وخارجه بأن الصراع ينتهي لصالح الكيان من جهة، وهذا جزء من حرب المعنويات. ومن جهة مقابلة تحويل التطبيع من إنجاز يترجم ثبات الكيان وجودياً ونهاية القلق على بقائه إلى واحدة من أدوات الحرب الثقافية والإعلامية على المقاومة، لزعزعة ثقافة المقاطعة وإضعاف الجبهات الداخلية لساحات المقاومة في مواجهة القلق الوجودي الذي يعيشه الكيان بما لا يقبل التمويه.

المعركة مع التطبيع تتحول من كونها معركة إثبات صراع الوجود مع الكيان، إلى كونها معركة الوعي لتثبيت مرتكزات ثقافة المقاومة، في سياق مقاومة صاعدة وكيان يترنح، ولذلك فإن سياق المعركة مختلف جذرياً، ومسار المواجهة أهم من نتائجها، وهذا يستدعي شن حرب إعلامية بلا رحمة على ظواهر التطبيع والترويج للتطبيع، بعد رصدها والتدقيق بها وملاحقتها، وإطلاق لوائح العار بحق المطبعين أو الداعين للتطبيع، ومقاطعة أصحابها، وبالتوازي تعميم ثقافة المقاومة والمقاطعة عبر إعلاء شأن رموز المقاطعة وتحويلهم إلى أيقونات تفتخر بها الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى