حديث الجمعة

معايدة قبل سبع سنوات

مع اقتراب نهاية عام أهم ما نعايد به أنفسنا هو أن نكون بصدق في حالة شعور بأننا فعلنا الكثير الكثير، إلى درجة الإنهاك و الاستنزاف، كأنه عشر أعوام، والتخيل أننا ما تصورنا أن باستطاعتنا أن نفعل ما فعلناه، لو لم نكن قد فعلناه فعلاً، وأن نشعر أننا نملك في المقابل العزم لملاقاة العام الجديد، بخطط ورؤى ومشاريع وتصورات، لنفعل الكثير الكثير بشوق وشغف، وكأننا كنا نمضي عاماً كاملاً بحال نقاهة، ننتظر العام الجديد لننطلق كمن ينتظر من يسلمه عصا سباق البدل ليبدأ شوطه بعد راحة عميمة، وأهم المهم أن يكون قياسنا للعام الماضي والعام المقبل، منطلقاً في الشأن العام من كمية ونوعية الانجاز، وفي الشأن الخاص من حفظ كرامتنا من أن تذل لصديق قبل العدو، ولمواقفنا أن تحفظ لنا متعة الشعور بالعطاء لا بتأدية الواجب، لا أن نكون بالعكس، في العام حفظ كرامة وفي الخاص حساب انجاز، و في ثنايا القلب والواجدان، أن نشعر أننا تمكنا على رغم كل ضخامة الأثقال في الإنجاز وحفظ الكرامة، وكل منهما تحتاج لتفرغ أشخاص وليس شخصاً واحداً، أن نختلي بأنفسنا، وأن نقول لقد نجحنا إن نهتم لمن نحب وأن نشعرهم في لحظات حاجتهم إلينا، أننا هنا، حيث لا يكون أحد سوانا، وأننا متفرغون ولا شيء يشغلنا عنهم، فنعيش أعمارنا عدة أضعاف، ونستحق من أنفسنا لأنفسنا هدية العيد، ولو لم نجد من يقدمها لنا، لأنه في كثير من الحالات يحجم كثيرون عن تقديم هدية العيد لنا، لأنهم يظنونها أقل من أن تلفت انتباهنا لتواضع قياسهم لحجم أهميتهم في حياتنا، بينما نكون نحن بانتظارها ونحزن لغيابها ونحسبها قلة اكتراث.

مع إطلالة السنة الجديدة ونهاية سنة… أصدقائي أنا فرح بكم، أحبكم، أمضينا معاً عاماً كاملاً كأسرة واحدة، انتظر هديتكم ابتسامة ووردة وكلمة طيبة، وثقوا أنها أجمل ما انتظره وأتوقعه كل يوم وليس في العيد فقط، ولكم مني كل الحب وكل الورد وكل التمنيات الطيبة، بما هو عام للوطن وما خص لكل فرد منكم، وثقوا أنني أحبكم، أحبكم، وغالي الحب هو في مسح دمعة وقت الشعور بالوحدة وبث الأمل لحظة الضياع، أما زراعة الابتسامة فقد يتولاها كثيرون، يريد كل منا أن تولد على يد من يحب هو، لأننا نبتسم عندما نكون في حال فرح تنقصنا شرارة الضحك…

ناصر قنديل 31-12-2013

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى