أخيرة

سر الوجود

} يوسف المسمار*

 

هـل يُـدركُ الإنسانُ سرَّ وجـوده

يوماً  ويظفـرُ  بالجوابِ  المُقـنع ِ

أم يرفضُ الوعيَّ السليمَ وينتهي

مثل الفـقاعةِ فـوق صَـخـرٍ أقرع ِ

لمْ يُوجَـد الإنسان لـهواً أو سدى

لكن  من  تبعَ  الضلالـة  لـمْ  يَـع ِ

ما كان شيءٌ في الوجود بصدفةٍ

بل  كـلُّ  شيءٍ  في  كتابِ المبدع ِ

كـلُّ المغـازي في الكـتابِ أمامـنا

لـكـنـنا   بغـبائـنـا   لـمْ   نَـقـشـَـع

لـمْ يَخـرج الإنســان من ظـلماتـه

بل ظلَّ  في هـوَس الغواية  يدّعي

لا يُـحسنُ النظـرَ السديـد بـرؤيـةٍ

أو يلـقـط ُ الخـبـرَ اليقين  بمسمع ِ

في التـيه يُـبحـِرُ واهـماً متـشرداً

حيران في لجـَج ِالغموض بلا وعي

لـمْ  يعـتـبـرْ  بمـقـابـرٍ  لـو لُـقِّـمَـتْ

فـوق الخليقـة ضـعـفهـا لـمْ  تَشبَع ِ

هـل يفهـمُ السـرَّ العـميـق وقـلبـه

ملآن بالـوهـم  المُضلِّ  ألأخـدع ِ ؟!

هـل يكشفُ اللغـز الكبيـر وعـقـله

يختـالُ  في بحـرِ الشرود الأوسع ِ

هل يلمحُ الضوءَ المضيء ونفسه

غيـرَ  السـراب  شـريعة ً لـمْ  تـتبع

اللهُ  قـد  وَهَـبَ  العـقـولَ  لنهـتـدي

هل  يهتدي عقـلُ الجهول المدَّعي؟!

عـقــلُ الـذي مـا كـان  إلا  غـاويـاً

أو شــارداً  أو هائـماً في  مَـطـمـع ِ

لن يهـتـدي الغـاوي بصحبة غَـيّـه

لو حلَّ في النجـم المضيء ألأسطع ِ

يا أيـهـا الإنســانُ هــل تـدري لـما

وُجِدَ الوجودُ وكيف يجري،هل تعي؟!

إنْ كـنتَ تـدري ما الحقيقة  فاتعـظ ْ

أو  كنتَ  تجهلُ  فاسـتـفـدْ ، لا  تَـدّع ِ

لا  يَـمـلـكُ  الإنســـانُ  إلا   لحـظـة ً

إن  فـاز  فيهـا  لا يخيـبُ  ولا  يعي

قَـدْ خُـيّـرَ الناس الضلالـة والهُـدى

فَـغـووا  وفـازَ المستـنيـرُ اللوْذعي

منْ  شــاء أنْ  يـنجـو فـإنَّ نجـاتـه

بالوعيّ، والخسرانُ  إنْ  لـم   يَتبَع ِ

خيرُ المكاسبِ في الحياةِ هُوَ الهدى

وهُـوَ الدَليلُ  وخيـرُ  خيـرِ المرجـع ِ

فإذا اهـتـديـنا فالسـعادةُ في الـهُـدى

والسـرُّ   في  غيرِ الهدى لمْ   يلمـعِ

من شــاء معـرفـة الوجـود وسـرّه

بالغيّ،  صـيـَّادُ  السراب  الأخـدَع

*شاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى