أخيرة

الدينُ بالعز يُنجي مَن به اعتصما

} يوسف المسمار*

 

اقرأ ْ، تعلمْ، وجاهدْ، وافهم الحِكما

فالعمرُ يا صاح لولا العلم ما ابتسَما

واستقرئ الكونَ واستجلي حقائقه

ما أدركَ السرَ الأ َّ مَن به انغرَما

ما كانَ كالعلم للإنسان ِ مركبَة ً

تطاردُ الجهلَ والأوهامَ والظُلما

فالمرءُ بالعلم ِ حيٌّ دائما ً ابداً

إن فاته العلم ماتَ المرءُ وانعدما

فكم غشيم من الأحياء مُنعدم

وكم عليم من الأموات قد سلما

فالدينُ ما كان للجهال محششة ً

تُعطلُ الوعيَ والتفكيرَ والنُظما

بل كان للناس ِ عرفانا ً ومدرسة ً

تُعلّم الناس، تُحيي فيهمُ الهِمَما

فيعلم الناسُ أن الأرضَ مبدؤهم

وأن بالوعي دينُ الرحمة اتسما

وغاية ُ الدين ِ أن تصفو سرائرنا

فنفهم الله إيحاءً وليسَ عمى

هذا هوَ الدينُ أخلاقٌ نمارسُها

نسعى إلى الخير بالنهج الذي رسما

فأسلمُ الدين ِ أن نحيا بلا قلقٍ

من حاضر الأن أو من قادمٍ قدما

وأرفع الدين ِ في عقل ٍ منائرهُ

فاضت على الكونِ نورا ًيُبهرُ النجما

وأصدقُ الدين ِ فعلٌ دافعٌ أبدا

للفهم والكشف لا يرضى بما بَهُما

وأجملُ الدين إيمانٌ حقيقته

أن يسلم العقل بين الناس محترما

وأروعُ الدين بالتحرير معرفة

تُهاجم الظُلم مهما اشتدّ واضطرما

وأعدلُ الدين أحرارٌ عقيدتهم

أن يقهروا البغيَ والبطلانَ والصَمما

فترجع القدسُ بيتَ الله حاضنة

بالحبِّ من لاذ بالأخلاق واتسما

ويرجع العقلُ في بيروت منفتحا

يُصَحّحُ الشرعَ والأعرافَ والنُظُما

ويرجع الوعيُ في بغداد مدرسةً

إلا هُدى العلم لا ترضى لها عَلَما

هذا هوَ الدينُ شعبٌ ثائرٌ أبداً

منذ ابتدى البدءُ يمشي للعُلى قدُما

إن أصبحَ الدينُ للإبداع ِ مقبرة

لا الدين ُ خيرٌ ولا الإنسانُ قد فهما

لا يُدْرَكُ اللهُ بالفكرِ الذي قتما

بل يُدرَكُ اللهُ بالعقل الذي اقتحما

والعقلُ باقٍ وحكمُ العقل منبثقٌ

 من واهبِ العقلِ لا من بالسُدى التزما

كلُ الديانات لا ترضي مطامحَنا

إن شعبنا انقاد مقهوراً ومنهزما

يا أحكم الناس من أبناء أمتنا

لا تبدّلوا العقل بالفكرِ الذي هَرُما

إن أخفقَ الفكرُ لا شيءٌ يُصوّبهُ

إلا البطولات بالعقل الذي عَظُما

فصَحّحوا الفكرَ بالإبداعِ وانتفِضوا

بالعزمِ والصبرِ ما فاز الذي سئما

لا تتركوا السوسَ في أرضٍ لكم وُلدَتْ

فيها الحضاراتُ تغني بالهدى الأمما

صهيونُ ما كان إلا السوسَ في وطنٍ

معالم الخيرِ أفناها وما ندما

وخلف صهيون شذّاذُ الورى ظهروا

من أصل سكسون داسوا الديرَ والحرَما

ودَنسوا الأرضَ بالأحقادِ وافتخروا

بالسوءِ والغدرِ واختاروا الزنى شمما

لنْ يصلحَ الكونُ والأمريكُ قد ملأوا

أرض الحضارات من أقذارهم وخما

لا فخرَ لا عزَ إلّا في تحررنا

من عقدة الجبن حتى نهدم الصنما

ونملأ الأرضَ أمجادا ً مُزوبعة

تُثيرُ في الناس ما يستنفرُ الهِمَما

فقيمة الحق في تفعيل قوته

وقوة ُ الحق نورٌ يُنعشَ الذمما

لا خيرَ في السلم إلا َّ سلم ُ عزتنا

إن فاتنا العزُ يا ويلٌ لمن سلما

أرقى ذرى المجد أجيالٌ مُصارعة ٌ

ليسلمَ العزُ أرضا ً للعلى وسما

الحقُ والعدلُ أن تبقى مواكبنا

تطهرُ الأرضَ من أحقاد من ظلما

الدينُ بالذل لم ينصرْ من انهزمَ

والدينُ بالعز يُنجي من به اعتصما

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى