أولى

زيارة البابا ليست سياحة ولا رفع عتب

تحديد موعد زيارة البابا فرانسيس للبنان في حزيران، أي ما بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، تعني في السياسة سعي الفاتيكان للدخول على خط توظيف نتائج الانتخابات النيابية في رسم صورة الانتخابات الرئاسية.

تأتي الزيارة في مناخ دوليّ إقليمي محلي استثمر على الرهان على تشكيل أغلبية مناوئة للمقاومة قوامها تهشيم حلفاء المقاومة مسيحياً، ولو كان لهؤلاء فرص الفوز برهانهم لما كانت هناك حاجة للزيارة، خصوصاً أن الكنيسة في لبنان وضعت نفسها جزءاً من جبهة المواجهة مع المقاومة، وسيكون لهذه الجبهة الدولية الإقليمية المحلية فرص التفاوض من موقع القوة على خياراتها الرئاسية، أما وأن الفشل يبدو نصيبها شبه المحسوم فلا بدّ من الفاتيكان لاحتواء انقسامات الانتخابات النيابية مسيحياً وإعادة تأهيل الساحة لمقاربة هادئة للانتخابات الرئاسية، وهو ما لن تستطيع بكركي والعواصم الغربية والعربية المتورطة مثلها بالمواجهة، القيام به.

لا يغامر الفاتيكان ولا يقامر، فتحديد موعد الزيارة يعني اكتمال شروطها، وهي تفويض أميركي أوروبي خليجي بصناعة تسوية وقبول إيران وسورية بتقديم الفاتيكان لمبادرة تسوية، لا بدّ أن تقوم على الحوار الفاتيكاني مع حزب الله، وعلى ضمان عودة النازحين الى سورية، وعلى تجديد الخطاب التسوويّ للفاتيكان كنسياً بإبعاد الكنيسة عن سياسة المحاور. ولعل عودة السفيرين السعودي والكويتي وإعلان الاتفاق المبدئيّ مع صندوق النقد الدولي من ضمن التمهيد الضروري للزيارة.

زيارة البابا ليست سياحيّة ولا لرفع العتب، بل ربما تكون إعلان نهاية مرحلة وبداية مرحلة، لبنانياً ومسيحياً وكنسياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى