أخيرة

مؤامرة

أنا لست من المؤمنين فقط بنظرية المؤامرة، أنا ينتابني اعتقاد راسخ بأنّ الغرب في واقع الحال لا يفعل شيئاً سوى التآمر، يقرّرون الاستيلاء على الثروات في بلادنا، فيشرعون بالتآمر لتنفيذ ذلك، يسقطون أنظمة قد تشكّل عقبةً في سبيل تحقيق ذلك، ويضعون حكومات تكون ألعوبة في يدهم لمساعدتهم في تحقيق ذلك الهدف، يقرّرون إنشاء دولة يهودية لتكون عوناً لهم في الوصول الى أهدافهم في المنطقة، فيقسّمون الجغرافيا كيفما يشاؤون، ويضعون ملوكاً وأمراء وسلاطين ينفّذون بالحذافير كلّ الذي يبغونه مقابل إبقائهم على كراسي الحكم.

يتعثّر مشروعهم بسبب ظهور قوىً تريد مقاومة الهيمنة والتسلّط والارتهان للخارج، فيشنّون الحروب عليها بواسطة القوى المحلية التي تأتمر بأمرهم كما حدث مع حزب الله سنة 2006، وحينما تهزم أدواتهم يلجأون الى الالتفاف الغير مباشر لضرب النظام أو النظم التي تقدّم يد العون لهم، فيخرجون علينا بربيع عربي، هو في الواقع خريف دموي، فتسقط الأنظمة، لتستبدل بأنظمة أخرى، يكفي ان نستمع الى رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم، والذي كان مواكباً لذلك الجزء من التاريخ، حيث استهدفت الدولة السورية بسبب نهجها المقاوم، فاستحضر كلّ عملاء وإرهابيّي الأرض، وكلّ أموال الأرض، وأنشئت الغرف، وفعّلت الأدوات، واستعين بكلّ أدوات الكذب والدجل والافتراء مما يُدعى إعلاماً، مثل «الجزيرة» و»العربية» والحدث وغيرها، وأصبح شذّاذ الآفاق وإرهابيّو العصر ثواراً، وأصبح الثوّار والمناهضون لنهج الانبطاح والتبعية إرهابيّين وشبيحة، الى آخر القصة، مؤامرات بلا حدود، ومتآمرون حتى النخاع، وسقوط غدت معه الخيانة وجهة نظر، وفلسفة يتحدّث فيها بلا مواربة وبلا حياء .

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى