أخيرة

القلب صياد وحيد

تتراوح الحيثية العربية وحيثية سلطة أوسلو بين مصري يجد نفسه في موقع الوسيط بين القاتل والضحية، ولا يجد غضاضة في أن يتخذ موقف الحياد بين ذاته العربية والإسلامية وبين الوحش الذي يفتك بكلّ ما هو خير وفضيلة، والمُدان عبر كلّ التاريخ لارتكاباته التي تناقض كلّ القيم وكلّ ما هو إنساني في الدنيا والدين، من بني البشر ومن الذات الإلهية، وبين دعوات الخارجية لسلطة أوسلو وهي تضع على الطاولة سقف الفعل الذي تستطيع ان تطاوله ولا تملك من أمرها سواه، وهو الدعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، مطالبة تثير من الضحك والمهانة أكثر مما تثير من الاستهجان والشعور بالرغبة بالتقيّؤ، شعب يُذبح من الوريد إلى الوريد، يُقتّل في الشوارع والحارات وتهدّم منازله وتنتهك مقدّساته في الليل وفي النهار ويُزجّ بأبنائه إلى غياهب السجون والعزلة، وسقف ما تبتغيه سلطة العار والشحار هو مطالبة على استحياء لمجتمع دولي هو في الأصل مساهم كبير عبر العقود في صناعة المأساة الفلسطينية…

القلب صياد وحيد، يا شعب فلسطين ويا مرابطي القدس والشيخ جراح، انّ من يراهن على أعراب وعلى سلطة اختلقت اختلاقاً وصنعت بمقاس فيما يخدم الاحتلال وما يجعله الأرخص في التاريخ باعتراف سيد المقاطعة هو كمن يراهن على ذئب متوغل في قلب قطيع الغنم بأن الرحمة ستعصف بقلبه فلا تنطلق من صميم ذاته المتعطشة للدماء والقتل فتفعل فعلها الطبيعي…

يا أهل الشيخ جراح ويا شعب القدس وجنين ونابلس وطولكرم، لن يجدي إلّا القبضات، ولن يفلح إلّا الرصاص المدوّي…

فللحرية الحمراء باب

بكلّ يدٍ مضرجة يدق…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى