الوطن

«الحملة الأهلية» اجتمعت عند «المرابطون»: بدأ العدّ التنازلي للكيان الصهيوني ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي: نحن على مسافة كوفية من القدس

عشية الخامس والعشــرين من أيار، عيد التحرير والمقاومة، عقدت الحملة الأهــلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعــها الأسبوعي في مقرّ الهيئة القيادية لحركة الناصــريين المستقلين ـ المرابطون بحضور وفد من الحــزب السوري القــومي الإجــتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهــدي وناموس عمدة شؤون التنــمية الإدارية رامي شحـرور، إلى جانب المنسق العام للحملة الأســتاذ معــن بشور، العمــيد مصطفى حمدان (أمين الهيئــة القيادية للمرابطون)، اللــواء فتحي أبــو العردات أمين سر فصــائل منظمة التحــرير الفلســطينية وحركة فتح فــي لبنان، الشيخ عبد الناصر جبــري أمين عام حــركة الأمة ومقرّر الحملة د. ناصــر حيدر وعدد من مسؤولي الأحزاب والقوى والفصــائل اللبنانية والفلســطينية وشخصيات وفاعليات نضالية.

  افتتح بشور الاجتماع بتوجيه التحية لكلّ من ساهم في صناعة هذا الانتصار التاريخي الكبير للبنان والأمة، من قوى وأحزاب وطنية وقومية وإسلامية لبنانية، وفصائل فلسطينية ومن دعم من دول عربية وإسلامية في مقدمها سورية وإيران.

كما أكد بشور على أنّ هذا الانتصار هو نقطة تحوّل هامة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، فبعد تحرير لبنان عام 2000 انطلقت انتفاضة في فلسطين وتأكد اهتزاز الكيان الصهيوني الذي بات زعماؤه ونخبه يتحدثون عن قرب زواله.

ورأى بشور أنّ هذا اليوم يحتفل به كلّ لبناني حريص على استمرار معادلة القوة التي بها حرّر لبنان أرضه، والتي بها يحمي لبنان اليوم استقلاله وسيادته، موجهاً تحية خاصة إلى الرئيس المقاوم إميل لحود ورئيس الحكومة يومها ضمير لبنان والأمة الدكتور سليم الحص، وكلّ شهيد، وكلّ مقاوم ساهم في صناعة هذا النصر.

وأشار بشور إلى أنّ اختيار مقر حركة «المرابطون» لعقد هذا الاجتماع لم يكن صدفة فهو إقرار بدور «المرابطون» وكلّ القوى الوطنية والتقدمية والقومية والإسلامية في التمهيد لهذا الانتصار، لأنّ هذا الانتصار بدأ في بيروت يوم نجح المرابطون والقوى الأخرى في طرد المحتلّ من عاصمتهم، واستمرّ الانتصار حتى كان التحرير عام 2000، وكذلك أن يُعقد الاجتماع في مقر «المرابطون» وبإشراف أمين هيئتها القيادية العميد مصطفى حمدان هو أيضاً تقدير لدور العميد سواء في المقاومة عام 1982 في بيروت، أو من خلال موقعه كقائد للحرس الجمهوري مع الرئيس المقاوم إميل لحود في رفض كلّ محاولات التآمر على المقاومة وصولاً إلى إنجاز التحرير الذي كان الرئيس لحود ومعه العميد حمدان بالإضافة إلى الرئيس الحص وآخرين شركاء في صنعه.

ثم تحدث العميد مصطفى حمدان الذي حيّا هذا الاجتماع وحيّا المناسبة ونقل رسالة من فخامة المقاوم الرئيس لحود الذي أكّد ألا طريق أمام العرب من المحيط إلى الخليج إلا المقاومة لمواجهة المحتل بعد اليوم.

وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:

 نجتمع اليوم عشية العيد الثاني والعشرين للمقاومة والتحرير، وأصرّ على تسمية «العيد» لأننا كنا جزءاً من الذين دفعوا ثمناً في سبيل أن يصبح هذا التاريخ عيداً وليس مجرد ذكرى. فمن يحيي الذكرى لم ينل شرف الوصول إليها.

في عيد المقاومة نوجه التحية من حزب سناء محيدلي إلى حزب الحر العاملي وهادي نصر الله إلى حزب لولا عبود وجمال ساطي إلى حركة بلال فحص، وإلى كلّ حزب أو فصيل أسهم بدمه الزاكي في تحرير هذه الأرض المباركة.

في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 شددنا عضد أهلنا في سورية الجنوبية ـ فلسطين، فانطلقت الانتفاضة الثانية في القدس. وتلاها في العام 2005 تحرير قطاع غزة من الاحتلال.

في الخامس والعشرين من أيار لم ينتصر المقاوم فقط، بل انتصر الشــهيد والجريح والأسير، وانتصرت من دعت للمقاومين في صلاتـــها ومن طبخت لهم «طنجرة مقلوبة». وانتصرت دمعة طفل ذرفها وهو ينتظر أباه المقاوم في ساحات الجهاد. وانتصر كلّ من آمن بأنّ صراعنا مع هذا العدو هو صراع وجود، ولن يكون في أيّ يوم من الأيام صراع حدود.

لكلّ من آمن بعدالة قضيتنا، التحية من حزب ابتسام حرب، إلى أهلنا في الأرض المحتلة من رفقاء وفاء إدريس إلى أهلنا في سويداء الشام الذين أمدّونا بزهر أبو عساف التي ارتقت من لبنان أثناء قيامها بواجبها القومي في قتال عصابات الاحتلال. التحية لكل قطرة دم سقت هذه المسيرة الطويلة، فتحوّل هذا الدم الزاكي إلى زيت يسرج في قناديل أضاءت طرقاً عتمة إلى القدس التي نحن قاب قوسين أو أدنى منها، بل نحن منها على مسافة كوفية.

بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن سنبقى، وبما نحن وبما سنبقى سيظلّ هتافنا في العالم يدوي «لتحي سورية» بكلّ كياناتها، بكلّ مقاوميها، وبكلّ أحزابها المناضلة الذين يؤمنون أنّ الحياة ما كانت ولا هي كائنة ولن تكون في أيّ يوم من الأيام إلا وقفة عز فقط.

بعدها توالــى على الكلام عدد من المشاركين في الاجتماع وأجمــعوا على أهمــية هذا اليوم الذي يرى فيه الصهاينة قــبل غيرهــم يــوم انكسار لهم وبداية العدّ التنازلي لكيانهم، لا ســيّما بعد ما شهدته فلسطين المحتلة كلّ فلسطين مــن انتفــاضة ومقاومة وبطولات وعمليات نوعية زلزلت هذا الكيان.

وأكد المجتمعون على أنّ تحرير فلسطين لم يعد بعيداً، بل بات قريباً، كما هو تحرير لبنان، ودعوا إلى قراءة عميقة لكلّ ما يجري في الإقليم والمنطقة من تحوّلات تؤدّي إلى إضعاف النفوذ الأمريكي وإضعاف الهيمنة الصهيونية لصالح إرادة المقاومة والحرية في الأمة.

ووجه المتحدثون التحية إلى كلّ فصيل شارك في مقاومة الإحتلال. وأكدوا أنّ نجاح المقاومة في تحرير الأرض كان نابعاً من تلازم إرادة واعية وقوة جاهزة، وحكمة واضحة، وتمسك بوحدة اللبنانيين وعدم الانجرار إلى معارك داخلية حاول كثيرون جر المقاومة إليها ولم ينجحوا.

كذلك أكد المجتمعون على أنّ التلاحم بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية تعبير عن وحدة الآلام ووحدة التحديات التي تجمعهما بالإضافة الى أبناء الأمة كلهم.

وشدّد المجتمعون على ضرورة تعميق الوحدة الوطنية اللبنانية وكذلك الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنهما أساس في حماية الوطن وتحرير الأرض وهزيمة الطامعين في أرضنا.

وحيّا المتحدثون الشهداء الذين فتحوا باستشهادهم طريق التحرير وهم ينتمون إلى كلّ الفصائل الوطنية والقومية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية والعربية، وهم أكدوا بوحدة الدم وحدة المصير ووحدة الانتصار.

وتوقف المجتمعون أمام قرار المحكمة العليا الصهيونية بالسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي الشريف وهو انتهاك فاضح للمقدسات الإسلامية، وتوقفوا أيضاً أمام مسيرة الأعلام الصهيونية التي دُعيَ إليها يوم الأحد المقبل، ورأوا في هذين القرارين استفزازاً واضحاً لمشاعر شعبنا الفلسطيني، وإدخالاً للمنطقة في مواجهات يصعب تحديد مداها خصوصاً أنّ الفلسطينيين، كلّ الفلسطينيين، يقفون صفاً واحداً بوجه هذه الانتهاكات للقدس وللمقدسات.

ودعا المجتمعون أبناء الأمة وكلّ أحرار العالم إلى التحرك منذ اليوم للضغط على سلطات الاحتلال للتراجع عن هذه القرارات الجائرة والمستفزة والمنتهكة لأبسط حقوق الفلسطينيين.

وقرّر المجتمعون أن يعقدوا اجتماعهم المقبل في قاعة الشهيد خالد علوان ـ البريستول في الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى