أولى

الكبتاغون

إذا أراد أي مراقب موضوعي الابتعاد عن أي توظيف إعلامي أو سياسي لاعتقال المواطن السعودي عادل الشمري الذي يعمل في جهاز الأمن الكويتي كمواطن في دول مجلس التعاون الخليجي، بعد ضبطه في مطار بيروت وبحوزته ثمانية عشر كيلو غراماً من حبوب الكبتاغون المخدرة، فسيقول إن تسييس التهريب والادعاء بأنه عملية مبرمجة يقف وراءها طرف سياسي يستهدف المملكة السعودية هو تسييس في غير مكانه، خصوصاً أن في الذاكرة صورة الأمير السعودي الذي تمّ توقيفه قبل أعوام بتهمة إدارة شبكة لتهريب الكبتاغون من بيروت الى السعودية وعرفت قضيته بقضية أمير الكبتاغون، الذي تدخلت مراجع سعودية عليا لضمان الإفراج عنه.

بالحد الأدنى يجب القول إن عمليات التهريب التي يشارك فيها سعوديون ومن عناصر الشرطة الخليجية هي عملية مخالفة للقانون يشترك فيها منظمون في شبكة التهريب من جنسيات وهويات ومراتب مختلفة بينهم سعوديون وأمراء وأعضاء في المؤسسات الحكومية الخليجية، وإن محاولة إلصاقها بفريق سياسي لبناني، أو إعادة توسعها لضعف الملاحقة اللبنانية الحكومية لعمليات التهريب هو محض افتراء وهروب من المسؤولية.

طبعاً من غير العقلاني مناقشة النظرية الجهنمية لبعض التافهين الذين تحدثوا عن استدراج هذا الشرطي من فريق لبناني لتوريطه في التهريب وتسليمه للأمن اللبناني في عملية هوليودية، لأننا إذا اخذنا بهذه النظرية فمن حقنا أن نسأل، ما دام تجنيد عناصر الشرطة في عمليات التهريب ممكناً لفريق معين فهو ممكن لشبكات التهريب أيضاً.

أقل ما يترتب على حدث ضبط الأمن اللبناني للشرطي الخليجي السعودي الهوية، المتورط في عملية التهريب، هو إلغاء الحملة الظالمة التي تنخرط فيها قنوات تلفزيونية وصحف ممولة سعودياً وخليجياً، ستتجاهل الخبر وتصم آذانها عن سماعه، لكن أضعف الإيمان أن يكف الببغاويون اللبنانيون الذين يرددون هذه المعزوفة عن تكرارها، وقد بات فضيحة.

الجدية السعودية والخليجية في ضبط ومكافحة التهريب يترجمها تنسيق هادئ وصامت بين الأجهزة الأمنية الخليجية والسعودية واللبنانية، والابتعاد عن حملات الاستثمار السياسي والإعلامي في توجيه الاتهام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى