أخيرة

دبوس

البصيرة…

يتراوح ما تجنيه مملكة الخير من الحج والعمرة سنويّاً ما بين 15-20 بليون دولار، يقوم ما يربو على المليوني حاج بضخّها في خزينة المملكة لتعود على الأمة بعد ذلك على هيئة رصاص وقنابل ومتفجّرات وصواريخ تمزّق أجساد أطفال ونساء وشيوخ اليمن وسورية والعراق، وجزء آخر يذهب في مساهمات واتفاقيات أمنية واقتصادية آثمة مع ألدّ أعداء الأمة، سواء دولة الهيمنة والقتل أميركا، أو دولة الإحلال والبطش «إسرائيل»، تلك هي الحقيقة العارية بلا مواربة وبدون خداع للذات، والأمر ليس وليد المرحلة الإبن سلمانية

هذا دأب «مملكة الخير» منذ أمد بعيد، فالتطبيع الذي يطرأ الآن هو نكتة سمجة بجانب التعاون والتنسيق والتحالف بين مملكة الخير ودول الخليج وبقية ممالك الشرق الأوسط والعالم العربي وكيان الإحلال ومنذ أجيال وأجيال، في العراق وحده، خمسة آلاف انتحاري وهّابي على مدى العقود الثلاثة الفائتة قاموا بتفجير أنفسهم مع عشرات آلاف الضحايا من الأطفال والنساء العراقيين

مئات البلايين ومن ضمنها ريع الحج أنفقت لتدمير سورية واليمن بلا رحمة، وبالاعتراف المباشر من سعود الفيصل الذي كان وزير خارجية مملكة الخير، حينما كان يتباهى على كلّ المنابر بأنّ مملكته تدعم الإرهابيين في سورية، أما دور هذا المال في تدمير اليمن وقتل الشعب اليمني فليس بحاجة الى إثبات، اليمن يضرب بلا هوادة منذ ثماني سنوات بأموال مملكة الخير بما في ذلك ريع الحج.

نحن أمة تعاني من العمى البصيري، قد يكون بصرها نفّاذ متوقّد، ولكن بصيرتها التي تميّز بين المسار الخيّر والمسار الضار، بين الممارسة المحقّة والممارسة الآثمة في حالة من العمى المزمن الغير قابل للعلاج.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى