أخيرة

دبوس

ديالكتيكية الهيمنة

 

أميركا القابضة والبراغماتية التي ديدنها دائماً وبلا مواربة المراكمة، ليس هنالك أيّ اعتبارات قيمية قد تعترض ذلك، فحينما اقتضى الموقف الانسحاب الفوري من أفغانستان، قامت أميركا بذلك بغضّ النظر عن المشهد المزري والمهين لهيبة أميركا في العالم، الوازع ومنذ عقدين من الزمان في رأي فلاسفة الهيمنة في أميركا أنه إذا كان الجندي الأميركي في حالة الـ combat، أيّ الصراع المتأجّج، يكلف الخزينة الأميركية مليون دولار سنوياً، فإنّ علينا أن نجد وسائل أخرى أقل تكلفة لفرض الهيمنة

ولنأخذ الأنموذج اللبناني مثالاً على ذلك، لو أرسلت أميركا جيشاً تعداده مئة الف جندي الى لبنان لقتال حزب الله، فإنّ ذلك سيكلف الخزينة الأميركية سنوياً 100 بليون دولار، ولكن، لو انّ أميركا استطاعت شراء ذمم 10 آلاف شخص متنفّذ في لبنان بحيث يمكنها ذلك من السيطرة على مفاصل الدولة، ومن ثم الهيمنة عليها كما هو حادث فعلاً حالياً، فإنّ ذلك سيكلّفها في الحدّ الأقصى 6 بلايين دولار سنوياً

والحسبة بسيطة، لو أنّ كلّ شخص من العشرة آلاف المشتراة ذممهم تقاضى بمعدل 50 ألف دولار شهرياً من قبل دولة الهيمنة، فإنّ الكلفة الإجمالية ستكون 500 مليون دولار شهرياً، وهكذاتصبح الدولة مرتهنة في قبضة أميركا!

شارل جبّور، بوق جعجع الأول في القوات يرى أن لا لزوم لاستخراج ثروات لبنان من باطن البر والبحر، ليس هنالك داعٍ لذلك الآن، كم يقبض سيده في معراب مقابل الترويج لموقف كهذا، ما يقبضه بالتأكيد أجزل بكثير من ان تستخرج «الأمة اللبنانية» الكنوز من باطن الأرض، لأنّ ما سيصيبه شخصيّاً من ذلك هو أقلّ بكثير مما سيصيبه لو استخرج الشعب اللبناني ثرواته، هكذا تحسب الأمور في معراب وغيرها، على أساس المنفعة الحصرية وليس على أساس نهضة لبنان وخروجه من أزماته الكارثية، ذلك آخر ما يهمّ جعجع، خاصة أنّ التصويب في كلّ الأحوال وفيما لبنان فيه من كبوات سيقع على حزب الله، عدو أميركا و»إسرائيل» وجعجع

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى