أولى

كباش وكيد سياسيّ في الداخل اللبنانيّ والمقاومة صمّام الأمان…

} حسين مرتضى

مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان تستعر نار السجال في الداخل اللبناني، وبالتالي إدخال لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي بالتزامن مع محاولات الإدارة الأميركية لخلط الأوراق السياسية والميدانية في المنطقة.

وفي ظلّ هذه المتغيّرات بدأ منسوب الكيد السياسيّ بالارتفاع رغم كلّ ما يعانيه المواطن اللبنانيّ من ظروف اقتصادية صعبة لتأتي مرحلة الكيد السياسي على حساب لقمة عيش اللبنانيين وانهيار قطاعات الدولة.

ومن أبرز مظاهر الكيد السياسيّ قضية تشكيل الحكومة لنكون أمام قرار خارجيّ موجه من واشنطن بمنع تشكيل الحكومة، وبالتالي فتح باب الاجتهادات لتولي حكومة تصريف الأعمال إدارة الشغور الرئاسي وهو ما يُعتبر محلّ سجال دستوريّ، هل يحقّ لحكومة تصريف الأعمال القيام بهذه المهمات؟ ما فتح الباب أمام موجة من التصعيد في المواقف، والتي تجلت في ما أطلقه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال الساعات الماضية، وربما البعض قرأ التصعيد بأنه ضغط من أجل أن تُبصر الحكومة النور خلال الأيام المقبلة حتى لا نصبح أمام اجتهاد يقابله اجتهاد.

ويظهر معنا هنا أنّ حزب الله لا يستعجل حرق المراحل وكذلك حرق الأسماء المرشحة للرئاسة في ظلّ هذا الكباش السياسي، ولا يمكن إخفاء وجود تباينات في الرأي ضمن التحالف السياسي القائم وتحديداً حول من سيكون المرشح لمقام رئاسة الجمهورية.

لكن على الصعيد المقابل لدى من تبقى من قوى الرابع عشر من آذار، فإنّ الأمر مفكّك وأكثر تعقيداً وهناك حالة من الضياع بين مكوّنات هذا الفريق.

وعلى وقع هذه السجالات والمناكفات وحتى الفراغات في كلّ مفاصل الدولة ينتظر لبنان زيارة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين والذي من المتوقع أن يصل خلال الساعات المقبلة لمعرفة الى أين وصل ملف ترسيم الحدود البحرية وماذا عن ملف استخراج الغاز؟ ورغم أن لا شيء يوحي أنه يحمل في جعبته ردوداً واضحة أو رؤية نهائيّة لملف ترسيم الحدود البحرية.

وهنا نعود لنقول إنّ المقاومة فرضت معادلة مهمة على الساحة اللبنانية والمنطقة مضمونها «استراتيجية قوة لبنان في مقاومته»، تلك المعادلة التي تحفظ حقّ لبنان في ثرواته البحريّة كما أنّ هذه المعادلة تجبر العدو الصهيونيّ ومن خلفه الإدارة الأميركية على البحث عن إيجاد الحلول التي لن تأتي على حساب لبنان.

على الرغم من أننا أمام مرحلة الفراغ الرئاسي والتشويش السياسي والاختناق الاقتصادي إلا أنّ هناك فسحة من الأمل تتمثل بقدرة تحصيل حقّ لبنان في ثروته النفطية وبالتالي لا معنى لمواقف هوكشتاين إذا لم يتمّ تقديم الضمانات المطلوبة ليتمكّن لبنان من الحصول على حقوقه. وبالتأكيد سيكون للمقاومة موقفها الواضح من كلّ ما يجري على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى