مقالات وآراء

5 شروط لإنهاء الحرب التي أنهكت العالم؟

} عمر عبد القادر غندور*

 منذ الرابع والعشرين من شباط الماضي حين بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا، تصدّرت الحرب الروسية ـ الأوكرانية عناوين الأخبار في العالم ولا تزال، وتواصل الولايات المتحدة والغرب دعمهما لأوكرانيا ومدّها بالمال والسلاح والمخابرات، لإطالة أمد الحرب في محاولة لاستنزاف الاقتصاد الروسي.

وتقول الولايات المتحدة انّ الحرب كشفت نقاط ضعف روسية كانت موجودة قبل الحرب، وانّ التحديث العسكري الروسي بعد 2008 لم يكن ناجحاً، وأنهم فشلوا في مجال الخدمات اللوجستية والقيادة والسيطرة والروح المعنوية، ورغم ذلك تعمل إدارة بايدن على تجنّب ايّ سناريو نووي، وتطلب من سلطات كييف ان لا تستعمل الأسلحة التي قدّمتها أميركا لمهاجمة الأراضي الروسية، واّن أوكرانيا تلتزم بذلك، ولم تطلب الولايات المتحدة من أوكرانيا استعادة الأراضي التي فقدتها في جمهوريتي في دونيتسك ولوغانس؟

 ومع ذلك دعمت الولايات المتحدة أوكرانيا بـ 40 مليار دولار أعتدة ضخمة بينها 1400 منظومة ستينجر وسبعة آلاف منظومة حاقلين مضادة للدروع ومئات من الطائرات المُسيّرة الدرونز ورادارات ومركبات متعددة الأغراض

كما تشدّد واشنطن على الدول الأوروبية رفض النفط والغاز الروسيين، ولكن بعض الدول رفضت الإذعان لهذا الطلب، والغرض حرمان روسيا من المصدر الأهمّ لدخلها القومي.

وللمرة الأولى في التاريخ تقوم الولايات المتحدة بالتخلي عن 10% من احتياط النفط الموجود لديها لدعم الدول الأوروبية التي ورّطتها باتخاذ عقوبات شديدة بحق روسيا، واضطر الرئيس بايدن ان يطلب من أمير قطر تعديل العقود القطرية لتزويد الصين بالغاز القطري وتحويله الى أوروبا.

وفي هذا السياق بالذات تحضر أزمة ترسيم الحدود بين لبنان والكيان المحتلّ، وتقول الأخبار الصادرة من واشنطن انّ الرئيس بايدن يريد إنهاء مفاوضات الترسيم بهدوء، وقد أعطى تعليمات بذلك قد يحملها الوسيط هوكشتاين عندما يصل الى بيروت.

 ولأنّ الروس يعلمون انّ الولايات المتحدة تعمل لإطالة زمن الحرب، فإنهم سيسرعون الاستيلاء الكامل على إقليم دونباس، وبالتالي الاستيلاء على ميناء أوديسا لحرمان أوكرانيا من موانئها في بحر أوزوف والبحر الأسود وهو ما يشكل اختناقاً لأوكرانيا ولا مجال لوقف القتال قبل تحقيق هذين الهدفين.

 وبرغم الضغوط التي تريدها الولايات المتحدة والتي أشرنا إليها آنفاً، تبقى الخشية من حرب لا سقف لها في ضوء القلق المتزايد من تسرّع أوكراني انتقامي لسقوط المئات يومياً من جنودها يؤدّي الى صدام عسكري مباشر يحلّ مكان «الحرب بالوكالة»، وهو ما تعمل عليه الإدارة الأميركية لتجنّبه ومنعه واستبعاده مطلقاً

 وفي ضوء التداعيات الرهيبة من جراء الحرب الروسية الأوكرانية والانكماش الاقتصادي في جميع دول العالم وارتفاع أسعار المحروقات ومعها شتى السلع الاقتصادية والشتاء الذي ينتظر أوروبا قد تبدي روسيا شيئاً من الاستعداد لوقف الحرب بشروطها وهي:

1 ـ ضمان حياد أوكرانيا.

2 ـ التعهّد بعدم انضمامها لحلف الناتو.

3 ـ عدم امتلاك أسلحة نووية.

4 ـ اعتراف أوكرانيا بحقّ روسيا في شبه جزيرة القرم.

5 ـ اعتراف أوكرانيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانس.

 ولو وافقت أوكرانيا على الشروط الروسية لرفع الغضب الروسي عنها وانسحاب الجيش الروسي من أراضيها، فهل ستسمح لها الولايات المتحدة بذلك؟

 وفي موقف لافت للرئيس الأميركي بايدن قال فيه ان روسيا ليست دولة راعية للإرهاب .وكانت أوكرانيا طلبت إدراج اسم روسيا كدولة راعية للإرهاب.

الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عن كلّ التساؤلات

 

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى