أخيرة

المصالحة

لن تتفتّق مساعي الجزائر لتحقيق المصالحة عن أيّ شيء، رغم النوايا الطيبة للجزائر، ورغم المساعي الحميدة الحثيثة ومنذ فترة طويلة، إلّا أنها في ما أعتقد لن تفضي الى أية نتيجة، دعبس مرتهن تماماً مثل كثير من القيادات في لبنان إلى قوة الهيمنة الأميركية الصهيونية ولا يمتلك منها فكاكاً، كلّ المال الذي راكمه ولداه في الخليج هو مسيطَر عليه ولا يمكن تسييله إلّا ببصمة أميركية، وأيّ محاولة للخروج عن النسق المطلوب أميركياً وصهيونياً ستقابَل بخروج دعبس وأولاده من المولد بلا حمص، عليه أن يمتثل بالحذافير لشروط دولة الهيمنة ودولة الإحلال وهي شروط كثيرة ولكن على رأسها وفي أولها، التنسيق الامني، والإبقاء على حالة الإنقسام…!

دعبس يتظاهر بحبه للسلام وللمقاومة السلمية، ويصرّح من وقت إلى آخر للإعلام الصهيوني بعدم رغبته في العودة الى صفد، مسقط رأسه، ليثبت للعدو أنه لن يطالب إلّا بحدود 67، ويرفض عودة اللاجئين لما يمثله هذا من خطر ديموغرافي على دولة الإحلال

هو رجل مسالم دمث يكره العنف، ولكنه يقمع أية مظاهرة أو تحرك سلمي ضدّ الإحلال بعنف شديد، ويفتك بمعارض سلاحُه القلم والكلمة، ويقوم أزلامه بتحطيم جمجمته وعظامه بلا رحمة وحتى الموت…!

لست أدري ما هي القواسم التي تجمع كافة الفصائل وهذه السلطة العميلة والتي قد تؤدّي الى توحيد الصف، الفصائل تقف على طرف والسلطة تقف على الطرف النقيض، السلطة تضع نفسها بتصرف الكيان، والفصائل تقاتل الكيان في منازلة وجودية لا رحمة فيها، ولا مناص من الإعتراف بالإصطفاف المتناقض تناقضاً كليّاً مطلقاً والتوقف عن المطالبة بالمصالحة، لأنّ السلطة وأزلامها قد اختارت ـ ومقابل المنافع المادية ـ أن تقف كتفاً بكتف في صف العدو، ولم يعد بمقدورها التنصّل من هذا الإصطفاف.

سميح التايه

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى