الوطن

مقتل جندي إيرلندي وإصابة 3 آخرين في العاقبية ومواقف استنكرت الحادث ودعت لتحقيق سريع

قُتل جندي إيرلندي وأُصيب 3 آخرون في حادث وقع ليل أول من أمس، في بلدة العاقبيّة وقريباً من بلدة الصرفند، خارج منطقة عمليّات «يونيفيل» في الجنوب، حسبما أعلن الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي.
وأكد تيننتي تعاطفه مع «سكان المنطقة الذين شعروا بالخوف إزاء الحادث»، مضيفاً أن «التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن نُنسِّق مع القوات المسلّحة اللبنانيّة، وفتحنا تحقيقاً لتحديد ما حدث بالضبط». وقدّم تعازيه لأصدقاء وعائلة وزملاء الجندي الذي لقي حتفه، متمنياً الشفاء التام والعاجل للمصابين.
وأفاد موقع «العهد» الإخباري، أنه بعد «اعتماد قوات يونيفيل مساراً غير مسارها الاعتيادي أثار اعتراض أهالي المنطقة، وقد تطوّر ذلك إلى إشكال وإطلاق نار من قبل قوات يونيفيل»، مشيراً إلى أنه «بعد الإشكال تعرّضت آلية ليونيفيل لحادث سير (انقلاب)». وطوّق الجيش اللبناني المنطقة حيث وقع الحادث.
وأعربت قيادة الجيش في بيان عن تعازيها بوفاة أحد عناصر الوحدة الإيرلنديّة، متمنيةً لرفاقه الثلاثة الجرحى الشفاء العاجل.
وعلّق مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا على الحادث، معتبراً أنه لم يكن مقصوداً بين أهالي البلدة وأفراد الكتيبة.
وفي حديث لوكالة «رويترز»، أعرب صفا عن تعازيه لقوات «يونيفيل» وتمنّى الشفاء للجرحى، داعياً إلى «عدم إقحام حزب الله في الحادثة التي وقعت بين الأهالي وإحدى سيارات يونيفيل». وطالب بترك المجال للأجهزة الأمنيّة للتحقيق في الحادث، مشيراً إلى بعض تفاصيل الحادثة كما نقلها الأهالي الموجودون في مكان الحادث.
وذكر أن «سيارة واحدة تابعة للقوة الإيرلنديّة دخلت في طريق غير معهود العبور به من قبل يونيفيل، فيما السيارة الثانية سلكت الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أيّ إشكال».
وبعث رئيس مجلس النواب نبيه برّي، برسالة تعزية إلى نظيره الإيرلندي شون أو فرغيل، جاء فيها «ببالغ الأسى والحزن الشديدين، تابعنا وتبلّغنا نبأ وفاة أحد جنود كتيبة بلادكم العاملة في إطار قوات الطوارئ الدوليّة العاملة في جنوب لبنان وجرح ثلاثة آخرين في حادث مؤسف ومستنكر بكل المقاييس».
أضاف «إنني بإسمي الشخصي وباسم المجلس النيابي والشعب اللبناني، اذ أتقدم من سيادتكم ومن الشعب الإيرلندي الصديق ومن أسرة الجندي الراحل ورفاقه بأحرّ التعازي ومن الجرحى بالدعاء بالشفاء العاجل، مؤكدين أن مثل هذا الحادث العابر لن يُعكِّر صفو العلاقة التاريخيّة والعميقه بين اللبنانيين عموماً وأبناء الجنوب خصوصاً مع الكتيبة الإيرلنديّة والتي تمتدّ لأكثر من ثلاثه عقود من الصداقة والتعاون لمصلحة الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأجرى الرئيس برّي اتصالاً هاتفياً بقائد «يونيفيل» اللواء أرولدو لازارو قدّم فيه التعزية لقيادة «يونيفيل» وللكتيبة الإيرلنديّة قيادةً وضباطاً وأفراداً بوفاة أحد جنود القوّة الدوليّة، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
وزار وفد قيادي من حركة أمل ضم النائبين الدكتورة عناية عزّ الدين وعلي خريس وعضو المكتب السياسي في الحركة النائب السابق علي بزّي، بتكليف من الرئيس برّي، مقرّ قيادة «يونيفيل» في الناقورة، والتقى قائدها اللواء لازارو .
وتحّدث بزّي باسم الوفد ناقلاً لقائد «يونيفيل»، تعازي الرئيس برّي وقيادة الحركة بوفاة أحد جنود الكتيبة الأيرلندية، مؤكداً «حرص الحركة على العمل من أجل تمتين اقوى أواصر علاقات الصداقة والتعاون بين أبناء الجنوب والسكان ووحدات «يونيفيل»، مشدِّداً على أن «الحادث مستنكر ومن غير المسموح له أن يعكِّر صفو العلاقة التاريخيّة القائمة على الصداقة والاحترام المتبادل بين الجنود الدوليين وأبناء القرى والبلدات الجنوبيّة».
وأسف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «للحادث الأليم» . وشدّد على «ضرورة إجراء السلطات المعنيّة التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً»، مناشداً «جميع الأطراف التحلّي بالحكمة وسعة الصدر في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها الوطن».
وأجرى ميقاتي اتصالين بقائد الجيش العماد جوزاف عون والجنرال لازارو واطّلع منهما على ملابسات الحادث. وأبرق إلى رئيس إيرلندا مايكل دانيال هيغينز والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، معزياً ومعبِّراً عن تضامنه معهما في هذا الحادث الأليم.
من جهته، أشار المتحدث باسم غوتيريس، ستيفان دوجاريك، في بيان، إلى أن «الأمين العام يشعر بحزن عميق على وفاة جندي حفظ سلام إيرلندي من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «يونيفيل». ودعا إلى «إجراء تحقيق سريع من قبل الجهات المختصّة للوقوف على الحقائق المتعلِّقة بالحادث وضرورة المساءلة»، معرباً عن «تقديره العميق لجميع الرجال والنساء العاملين مع يونيفيل»، مذكّراً بـ»أهمية ضمان سلامتهم وأمنهم وحرية حركة يونيفيل».
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيّة، في بيان، الحادث متقدمةً «بأحر التعازي من إيرلندا حكومةً وشعباً. وأعلنت أنها «تُتابع باهتمام كبير مع السلطات اللبنانيّة المعنية كافّة ويونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكّن من محاسبة المسؤولين عنه»، مشدِّدةً على «احترامها وتقديرها العالي لعمل الكتيبة الإيرلنديّة ولجميع قوات يونيفيل في الجنوب». وأكدت «أهمية الحفاظ على أمن وسلامة جميع القوات الدوليّة العاملة في لبنان».
بدورها، دانت الخارجيّة الفرنسيّة، في بيان، بأشدّ العبارات، ما وصفته بـ»الهجوم» على قوّة «يونيفيل».
واعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم، في بيان، أن «ما تعرّضت له قوات يونيفيل مرفوض في المبدأ ويسيىء للعلاقات الطيّبة التي تربط ابناء الجنوب مع هذه القوات بكل فصائلها، والتي تتطور إيجابياً يوماً بعد يوم». وقال «لذلك علينا أن ننتظر التحقيقات لتوضيح ملابسات ماحصل ليُبنى على الشيء مقتضاه». وتقدّم من قيادة «يونيفيل» والكتيبة الإيرلنديّة بالعزاء لمقتل أحد جنودها.
واعتبرت كتلة «نواب الأرمن»، في بيان، أن ما حصل مع القوة الإيرلنديّة يُدمي القلوب، لافتةً إلى انه «ومن دون الدخول في حيثيّات الحادثة. قوات موجودة في لبنان من أجل بسط السلام في جنوبنا المُعرّض دائماً لاعتداءات العدو الإسرائيلي. علينا جميعاً كلبنانيين العمل لنكون سنداً لهذه القوات وليس مصدر قلق وخطر لها».
وإذ استنكرت «الكتلة» «وبشدّة ما حدث مع القوة الإيرلندية، قدّمت «تعازيها الحارّة لأهل كل شهيد سلام ونعتبره شهيداً لنا ولأجل لبنان»، مشدِّدةً على أنه «لا يجوز وتحت أيّ مُسمّى التعرّض لقوات حفظ السلام. وعلى الجهات المختصة اتخاذ جميع الإجراءات القانونيّة لعدم تكرار أيّ اعتداء لأيّ سبب كان على قوة حفظ السلم في الجنوب».
واستنكر الوزير السابق وديع الخازن في بيان، حادثة العاقبية، محيياً «روح الشهيد الأممي»، متمنياً «الشفاء العاجل للجرحى»، متضامناً «مع أسرهم».
وتقدّم بالتعزية «من الدولة الإيرلنديّة رئيساً وشعباً ومن كتيبتها العاملة في جنوب لبنان قيادةً وضباطاً وأفراداً ومن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وقائد يونيفيل اللواء أرولدو لازارو». ودعا إلى «فتح تحقيق معمّق وشفّاف ومعاقبة الفاعلين وعدم السماح بتكرار مثل هذه الممارسات المُدانة، والتصدّي لكل زعزعة في العلاقات بين أهالي الجنوب وقوات الطوارىء الدوليّة». وأثنى على «الدور الحيادي الذي تلعبه يونيفيل وخدمتها للسلام الدولي وتفاني عناصرها من أجل السهر على أمن حدود لبنان وسلامة أبنائه»، معتبراً أن «ما تعرّض له الجنود الدوليون مرفوض وطعنة في خاصرة القضيّة اللبنانيّة ومصلحة لبنان والسلام الإقليمي والدولي»، مجدّداً المطالبة بـ»إنهاء إحتلال إسرائيل لأجزاء من الأراضي اللبنانيّة ووضع حد لانتهاكاتها وأطماعها المقوِّضة للقرار 1701».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى