أخيرة

الزمن الجميل… كيف نسيناه؟

  يكتبها الياس عشّي

 

أعود إلى اللاذقية، تحديداً إلى سنيّ الحداثة، وأتذكر:

ما إن يرتفع صوت المؤذن في اللاذقية «حيَ على الصلاة» حتّى يهرول أصحاب الدكاكين إلى أقرب جامع يؤدّون فريضة الصلاة، تاركين دكاكينهم مشرّعة، واضعين على مداخلها كرسيّاً يعلن عن غياب أصحابها….

لم أسمع مرّة أنّ أحداً سطا على محلّ، أو دخل إليه منتهكاً حرمته. اليوم استبدل الكرسيّ بأبواب مصفّحة، وكاميرات للمراقبة، وأجهزة إنذار. ورغم ذلك فالسرقات مزدهرة، والتعرّض للحرمات قائم على قدم وساق.

وعندما تخترق جنازة شارعاً أو زقاقاً تغلق أبواب الحوانيت، ويخرج أصحابها، ويقفون باحترام مشاركين أهل الفقيد حزنهم، فمنهم من يتلو الفاتحة، ومنهم من يرسم إشارة الصليب، ومنهم من يحني رأسه إلى أن يختفي المشىّعون.

هكذا عشت في اللاذقية،

هكذا رأيتها،

هكذا كانت، إلى أن اختفى الكرسيّ من مداخل الحوانيت، وما عاد أصحابها يكترثون لجنازة تمرّ أمامهم.

وللحديث تتمّة

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى