أولى

إلى المزيد من الشجاعة

حمل اليوم الثاني لتفاعلات الأزمة الإنسانية الأخلاقية التي فجرها الزلزال الذي أصاب سورية، مؤشرات وازنة ومعبرة لمستوى من الشجاعة يشكل بداية ولكنه لا يكفي لاعتباره على مستوى التحدي الذي فرضته الكارثة.
الموقف اللبناني الرسمي والتحرك الحكومي والزيارة الوزارية المقررة إلى دمشق، والمساهمة اللبنانية الرسمية العملية، مع الأخذ بالاعتبار حال لبنان المأزوم مالياً وخدمياً، يتوّجها ما أعلنه وزير الأشغال علي حمية حول فتح مطار بيروت والموانئ اللبنانية أمام الطائرات والسفن التي تحمل المساعدات إلى سورية، مع إعفائها من أي ضرائب أو رسوم، خطوات مبشرة بأن لبنان الرسمي يتجاوز الكثير من تعقيدات موقفه السابق الذي كان معيباً على المستويين الوطني والأخلاقي، قياساً بما قدمته سورية للبنان، بكل مناطقة وطوائفه أيام الأزمات.
الحراك الأهلي والحزبي مبشر أيضاً، سواء بالمواقف التضامنية، أو ولكن بصورة خاصة حجم الضغط المتنامي للمطالبة برفع الحصار ووقف العقوبات، إضافة للدعوات الواسعة للمشاركة في حملات التبرعات لمساعدة سورية، وصولا لمشاركة الهيئات الإسعافية بمختلف تشكيلاتها بالذهاب إلى سورية، من صليب أحمر ودفاع مدني، بالإضافة إلى كل من الهيئة الصحية الإسلامية وكشافة الرسالة، التابعين لحزب الله وحركة أمل.
هذه التعبيرات اللبنانية تستحق التنويه وننتظر المزيد، لأن المناسبات الأليمة والكوارث تجعل المناخات العاطفية فرصاً لطي صفحات من العتب وربما اللوم والشعور بالأذى. وما يفعله اللبنانيون اليوم يؤسس لطي صفحة سنوات الحرب في سورية وما رافقها من مواقف وسلوك لدى بعض الأطراف، وعلى مستوى الحكومات، ما أثار غضب السوريين وأشعرهم بالألم وبعضها تسبب لهم بأن ينزفوا دما.
ما يصح لبنانيا يصح عربيا، فاتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي بالرئيس السوري بشار الأسد، وارسال طائرات مصرية محملة بالمساعدات، نقطة بداية مهمة لتطوير العلاقة المصرية السورية خارج اطار الوصاية الأميركية، واتصال مشابه من قادة عرب يتريثون سيمنحهم وضعية مشابهة، والكل يعلم ويعترف في مجالسه الخاصة انه قد آن أوان إنهاء المرحلة السوداء من التعامل العربي مع سورية، خصوصاً ان كل ما خططه البعض للنيل من سورية قد مني بفشل ذريع، وما دام القرار متخذاً وينتظر التوقيت المناسب، فأي توقيت هو الأنسب؟

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى