الوطن

«الحملة الأهليّة»: التعامل الأميركي والغربي مع كارثة الزلزال يكشف ازدواجيّة المعايير مهدي: الحزب القومي وضع كلّ قدراته بتصرف الدولة السورية وفي خدمة أبناء شعبنا

 

 

عقدت «الحملة الأهليّة لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة» اجتماعها الأسبوعي، في أجواء توضيب مساعدات الإغاثة لمنكوبي الزلزال المدمِّر في سورية، وذلك في مسجد الفرقان في مخيّم برج البراجنة، في «تحيّة إجلال وإكبار لضحايا الزلزال في تركيا وسورية ودعماً لحملة كسر الحصار على سورية، وتحيّة للأسير مفجّر معركة الأمعاء الخاوية الشيخ خضر عدنان وكلّ الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، وتحيّة لشعب فلسطين العظيم وشهدائه الذين يرتقون كلّ يوم»، بحسب بيان الحملة.
شارك في الاجتماع ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي إلى جانب المنسِّق العام للحملة معن بشّور، المقرّر د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة.
بشور
في بداية الاجتماع اعتبر بشور أن هذا الزلزال يجب أن يكون فرصةً لإعادة العلاقات بين أبناء الأُمّة وأحرار العالم وحيّا كلّ «المبادرات التي انطلقت من لبنان وفلسطين وكلّ الدول العربيّة بإتجاه سورية».
وقال بشور: تمرّ هذه الأيام ذكرى الإضراب الشهير في الجولان السوري المحتلّ، وكان الإضراب مناسبة وطنية بامتياز في وجه الاحتلال، فعندما نقول الجولان المحتلّ نقول فلسطين لأنّ قضية فلسطين ليست قضية فلسطينية فقط، والجولان يؤكد بأنّ مطامع الكيان الصهيوني ليست محصورة في فلسطين وخارجها.
أضاف بشور: كما نذكر بأنه في مثل هذه الأيام قبل 15 عاماَ كان استشهاد القائد عماد مغنية الذي كان يمثل هذه العلاقة بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وهو أيضا كان مهتماً بالعمل المقاوم في فلسطين كما كان مهتماً بلبنان.
«الجهاد»
من جهته رحب محفوظ المنوّر (حركة الجهاد الإسلامي) بالحاضرين في قاعة جامع الفرقان وقال: إنّ الشيخ خضر عدنان دخل اليوم العاشر في إضرابه عن الطعام والذي بدأه منذ لحظة اعتقاله كعادته، ونحن نحيي الشهداء وأسرانا البواسل لا بدّ من توجيه تحية إلى الشهداء المقاومين في الضفة الغربية، فهذه الملاحم التي يسجلها أبناء شعبنا الفلسطيني بمجاهديه ومقاوميه الصغير والكبير فهذا يؤكد أنّ مسار المعركة الدائمة مع الاحتلال هو مسار قائم لا خيار آخر لشعبنا الفلسطيني غير هذا الخيار، فنحن نقع تحت الاحتلال أحياناً توجه الأسئلة إلى المقاومة هل تردّون على هذا الاعتداء الصهيوني أو ذاك فنقول له مجرد الاحتلال على هذه الأرض هو عدوان دائم والمطلوب من الشعب الفلسطيني بكلّ مكوناته وفصائله الاشتباك الدائم مع العدو الصهيوني والانتقال من حال المساكنة إلى حال المواجهة التي يقدم فيها شعبنا ومقاومتنا أروع الصور ضدّ المحتل.
ولا يسعنا إلا أن نتوجه باسم جرحانا وشعبنا بالتعزية على هذه الكارثة التي حلت بسورية وتركيا وما ترونه الآن حولكم من توضيب للمساعدات لمنكوبي الزلزال في سورية هو مساهمة من شعبنا الفلسطيني تجاه شعبنا في سورية.
«القومي»
كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي الذي وجه التحية إلى الأسير خضر عدنان الذي يصرّ على توجيه رسالة واضحة إلى المحتلين والمتخاذلين والمطبّعين مفادها أنه وإنْ تحرر من الأسر، فهو سيتابع دوره في عملية الصراع وإنْ أدّى ذلك إلى أن يؤسر مرة أخرى.
كما نبارك باستشهاد الأسير أحمد أبو علي الذي ارتقى نتيجة سياسية الإهمال الطبي التي يمارسها العدو. تلك السياسة التي هي الغلاف المجمّل للجريمة الكبرى التي يرتكبها الاحتلال بحقّ الأسرى وهي الإعدام البطيء إلى حين تحقيق ما يدعو إليه المجرم بن غفير من سنّ «قانون» يجيز إعدام الأسرى ومنفذي عمليات المقاومة.
أضاف مهدي: تصادف اليوم الذكرى 41 لإنتفاضة أهلنا في الجولان السوري المحتلّ في وجه العدو رفضاً لقراره ضمّ الجولان، ومحاولة فرض «قوانينه ومناهجه» على أبناء شعبنا الصامدين الذين لا يزالون متمسكين بهويتهم الوطنية وانتمائهم القومي، ورافضين لأيّ شكل من أشكال الانصياع لكيان الإحتلال والتطبيع معه.
أما في ما يتعلق بالزلزال الذي أصاب المحافظات السورية الشمالية، فالحزب السوري القومي الاجتماعي في حالة استنفار منذ اللحظات الأولى لتلك الكارثة. وهو يضع كافة مقدراته في خدمة أبناء شعبنا وإلى جانب الدولة السورية. وكافة منفذيات الحزب في الشام سيّرت قوافل المساعدات باتجاه المناطق المتضرّرة. بالإضافة إلى عدة قوافل انطلقت من لبنان وقافلة كبيرة أتت من الأردن.
وعلى سبيل المثال، فهناك في اللاذقية 120 طبيباً متطوعاً ضمن فرق الإغاثة القومية توزعوا على مراكز الإيواء لتأدية واجبهم، مما خفف الكثير من الغضط على المشافي العاملة في المحافظة.
وأكد مهدي أنّ كلّ ما نقوم به هو جزء بسيط من واجبنا، وأتمنى ألا يخجل أحد من عطاء بسيط، فالحرمان أقلّ منه.
وختم مهدي بتوجيه الشكر إلى كلّ من ساعد في هذه الظروف العصبية لا سيما الذين لم ينتظروا التراجع الأميركي المتمثل بتجميد مؤقت لعقوبات قيصر. منوّهاً في هذا السياق بموقف وزير الأشغال العامة والنقل في لبنان الدكتور علي حمية الذي جعل مطار بيروت والموانئ اللبنانية بتصرف أعمال الإغاثة، مثبتا أنّ ما بين لبنان والشام ليست واواً كافرة، إنما هو شريان حياة بين أبناء الأمة الواحدة.
المجتمعون
وخلال الاجتماع تحدّث عدد من الحاضرين، وطالب المجتمعون «الدول العربيّة والصديقة بالعمل لإسقاط «قانون «قيصر» الجائر الذي يحرم السوريين من المساعدات العينيّة وخصوصاً من الآلات المتخصِّصة بإزالة الركام وفي البحث عن الضحايا»، مؤكّدين «أنّ ما جرى من تعامل أميركي وغربي مع هذه الكارثة يكشف ازدواجيّة المعايير والكيل بمكيالين لدى حكومات هذه الدول أولها التمييز في حجم المساعدات المقدّمة من هذه الدول لتركيا وسورية، وثانيها التمييز بين ما جرى تقديمه للحرب في أوكرانيا من مليارات وما جرى تقديمه لتركيا، وهي دولة أطلسيّة، من تبرّعات زهيدة».
وجدّدوا مناشدتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بصفته رئيساً للدورة الحاليّة للقمّة العربيّة من أجل الدعوة «إلى اجتماع عربي رفيع المستوى لا تغيب عنه سورية من أجل كسر الحصار عنها ولتدارس سبّل الإغاثة لمنكوبيها وتأسيس صندوق عربي إسلامي عالمي لإعادة إعمار سورية».
ودعوا إلى أوسع مشاركة في «خميس الأسرى 247» الذي تُقيمه اللجنة الوطنيّة للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والذكرى 54 لانطلاقة «الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين» وتضامناً مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وذلك في الساعة 12 ظهر غدٍ الخميس أمام مقرّ الصليب الأحمر الدولي في بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى