أخيرة

نافذة ضوء

 

العدوان الأميركي عدوان
على الإنسانية الحضارية

‭}‬ يوسف المسمار*
العدوان الأميركي اليهودي الماسوني على سورية يعني العدوان على الإنسانية الحضارية كلها لكسر مسار تطوّرها ورقيها واستبدال مسار الحضارة القائمة على الحق والخير والجمال والعدالة والمحبة والرحمة بهمجية يسمّونها مدنية قائمة على التكنولوجيا المنتجة لأسلحة الدمار الشامل نووياً وجرثومياً وكيميائياً ووبائياً من أجل منافع فردية أنانية خصوصية حقيرة بعيدة عن كل فضيلة ولا تؤدي إلا الى رد الإنسانية الى عهود تخلف البشرية السحيقة السابقة لأطوار التوحشية والبهيمية والتحجرية التي تعسعس فيها الظلمات ويفوح منها عفن الأموات، ويهيمن عليها صمت المقابر.
وقد رأينا خلال السنوات الماضية ما فعله التحالف العدواني الإجرامي الإرهابي في بلاد الشام والرافدين العراق وفي بنات وأبناء هذه البلاد وأطفالها والرضّع فيها وحتى الأجنة في الأرحام، مبرهنين بالسلوك والأفعال والأحابيل والفتن أنهم هم هم أبناء الظلمة الذين انتقاهم الله مثالاً لأشر المخلوقات، ودليلاً على أفسد الفاسدين فختم الله على قلوبهم وعقولهم وضمائرهم وكانوا أحطّ من الأنعام.
مقاومة العدو هي النور الذي يكشح الظلمات
ومهاجمته هي البطولة التي تجتثّ كل عدوان
في وجه كل هؤلاء تنتصب المقاومة الشعبية في بلاد الشام والرافدين في فلسطين ولبنان والشام والأردن والعراق والكويت وسائر الشعوب العربية عموداً من النور يضيء المجاهل بإرادة تصحـّح مسار التاريخ، وتصوّب مسيرة الأمم معيدة ً للإنسانية السوية ثقتها بنفسها ومنبّهةً ضمائر الشعوب المظلومة والمقهورة الى أن الحياة هي وقفة عز، وأن القوة الحقيقية هي إرادة واعية لا تلين، وأن أبناء النور هم الذين يطردون الظلمات، وان بيادر النفايات والاوساخ لا تستطيع صد العواصف، وان النصر هو صناعة الأحرار، وأن الأذلاء الجبناء مهما عاثوا فساداً لا يستطيعون الصمود في مواجهة الأحرار، وأن العالم الذي يخضع للمجرمين لا قيمة إنسانية له الا اذا استيقظت في شعوبه روح الكرامة الإنسانية، لأن القيمة الإنسانية العليا والفضلى هي في الذين لا يتنازلون عن الصراع الهادف الى حياة كريمة لجميع بني الإنسان.
إن المقاومة السورية التي تواجه وتتصدّى لإجرام وإرهاب أخطبوط التحالف الأميركي اليهودي الماسوني لا تدافع عن كرامة سورية وحسب، بل تدافع عن كرامة الناس في كل مكان، وسوف تستيقظ شعوب العالم كله وقد بدأت تستيقظ لتضع حداً لمظالم هذه المخلوقات الخاوية الفارغة من كل مضامين الأخلاق والفضائل الإنسانية.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى