أخيرة

دبوس

رمشان

معضلة الإنسان أو لنقل مأزقه السرمدي، هو مأزق جغرافي تموضعي، فهو بتركيبه الفيزيائي، منجز حتمي لمنطقة ما بين المادة ومنطقة اللامادة، فوجوده منطقياً قابل للبقاء والاستمرار في البقاء طالما حافظ على ذلك التكوين المتفتّق عن المعطيات التي أدّت الى وجوده بالتداعي، وأيّ إخلال بهذا التكوين بعينه سيؤدّي بالضرورة الى تهديد وجودي للإنسان، توازن دقيق بين المادة واللامادة بين الفيزيق والميتافيزيق، يبقي عليه في حالة توازن، وأيّ إخلال بهذا التوازن قد يترتب عليه انفراط عقد السعادة والتوازن الإنساني، وعلى الإنسان أن يتوخى عدم الإسراف في الحيثية المادية في وجوده، تماماً كما يجب عليه عدم الإسراف في الحيثية اللامادية في وجوده…
فـ الأنانية والتمادي في الاكتناز والرغبة في الاستحواذ هي أمّ الخطيئة، والزهد والإيثار، ونكران الذات هو أب الفضيلة والنزعة نحو الانعتاق من التكدّس والمراكمة، والإنسان هو في حالة صراع متواصل بين القوة الطاردة المركزية التي يقودها العقل والأنا المثالية، وبين القوة الجاذبة المركزية التي تقودها قوى الجذب المركزي، وصوم رمضان هو ممارسة إنسانية بمثابة الرياضة الروحية، انْ أحسنت ممارستها، فذلك انتصار لقوى الطرد المركزي للإنسان، وتدريب وجيز يمتدّ فقط لعشر الزمن لمقاتلة الذات القابضة، والرغبة في الاستحواذ والمراكمة، والاستسلام لقوى الجذب المركزي هو بمثابة انهيار جذبي للمادة، يجعل من الإنسان، ثقباً أسود يمشي على قدمين.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى