أخيرة

دبوس

الخيارات العبقرية

بعد أربعين عاماً ونيّف، تكتشف الأمة وبالذات أولئك الذين امتشقوا حسام نهج المقاومة، كم كان حافظ الأسد بعيد النظر، وكم كان مطّلعاً بعقله المستنير، وبصيرته النافذة على مسيرة التاريخ، وعلى الخيارات التي تبدو في ظاهر الأمر متناقضة مع المنطق السوي، ولكنها في العمق، وبعد ان تدحرج الزمن عقوداً كانت الخيارات الصائبة التي لا يكتنفها أيّ التباس…
ثم تكتشف الأمة أيضاً، كم كان ابنه بشار، ومنذ ربع قرنٍ تقريباً، حينما تسنّم سدّة القيادة، وهو في ريعان الشباب، كم كان ملهماً، متوهّج البصيرة، مجبولاً على توخي التصدّي لنزعات الهوان والمهادنة لقوى التجبّر والهيمنة والاستكبار، وتبني نهج المقاومة بدون هوادة لتغوّل المتغوّلين، ولصلافة قوى الإحتلال والعدوان، ولتقاعس المتقاعسين والمتخاذلين الطالبين للسلامة ولو على حساب كرامة الأمة ونهضتها وحريتها واستقلالها…
هذا الشبل من ذاك الأسد، وها نحن الآن نجني ثمار الموقف الراسخ والصائب والممالئ الحق والعدل، حينما وقف حافظ الأسد وحيداً في مناصرته لإيران الثورة ضدّ عدوان صدام الذي انطلق من عقاله خدمة لكلّ ما هو نقيض للخير وللعدل وللحقّ، خدمة لدولة الهيمنة، وخدمة لكيان الإحلال، وخدمة للمستتبعين من الأعراب فاقدي الانتماء والدين والكرامة والعروبة…
ها نحن نجني ثمار موقف الأب الصائب المستنير، وموقف الإبن البار الحكيم السديد الملهم، نجني الثمار انتصارات وانجازات مؤزّرة يترنّح كنتيجة لها العدو ويفقد توازنه، ويتخبّط ويضرب أخماساً بأسداس، بينما تنتصر إيران الثورة للحق وللمستضعفين وتندفع ومنذ اللحظة الأولى لانطلاقها نحو إحقاق الحق، ونصرة المظلومين يداً بيدٍ مع الأب حافظ، وكتفاً بكتف مع الإبن بشار، ويشتدّ الطوق ويحكم الخناق على كيان الإحلال، ويقف الكلّ ينتظرون لحظة الزوال، الزوال النهائي لهذا الكابوس الذي لولا زخم الثورة الخمينية المباركة، والموقف العروبي الشامخ والعبقري لحافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد لما كنا نصل الى ما وصلنا اليه الآن من الانعتاق والانتصار والسؤدد والنهوض.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى