الوطن

رعى تكريم إعلاميّي صيدا والجنوب ودعا للاستفادة من قوّة المقاومة عفيف: قدراتها الحقيقيّة المخفيّة سيراها العدوّ مباشرةً في الميدان

كرّم حزب الله إعلاميّي صيدا والجنوب باحتفالٍ أقيم في مدينة صيدا بمناسبة عيد المقاومة والتحرير برعاية مسؤول العلاقات الإعلاميّة لحزب الله محمد عفيف وبحضور مسؤول القسم الإعلامي للحزب في المنطقة الثانية أحمد تيراني، مسؤول قطاع صيدا في الحزب زيد ضاهر وعضو مجلس إدارة «قناة المنار» يوسف وهبي.
وبعد كلمةٍ ترحيبيّة من مدير المكتب الصحافي لحزب الله في منطقة جبل عامل الثانية عماد عواضة كانت كلمة لعفيف رحّب فيها بالإعلاميين بهذه المناسبة الوطنيّة الكبيرة.
وقال “الشكر لكم أيهاد السادة الإعلاميون لأنّكم كنتم جزءاً من عمل المقاومة طيلة 40 عاماً، قمتم بتغطية أخبارها وعمليّاتها البطوليّة ومجاهديها وشهدائها، وساهمتم ولا ريب بدور بارز في استنهاض شعب وإحياء أمّة وضخّ المعنويّات في أجيال كاملة”.
أضاف “الشكر لأنّكم كنتم جزءاً أصيلاً من أضخم حدث إعلامي حصل يوم الأحد الماضي وكنتم بين أكثر من ستماية إعلامي وصحافي من مختلف وسائل الإعلام العالميّة والإقليميّة والمحليّة ومواقع الإعلام الالكتروني، وبعضهم جاء من عمّان أو القاهرة أو من اسطنبول حيث مقرّاتهم الإقليميّة خصيصاً لتغطية هذا الحدث الفريد من نوعه، وهو مناورة قتاليّة رمزيّة بالذخيرة الحيّة أمام وسائل الإعلام، وهو حدث لا سابق له على الإطلاق”.
وتابع “إذا كنتُ من موقعي كمسؤول للعلاقات الإعلاميّة في حزب الله قد نلت بعض الثناء والتقدير من بعض زملائي وقد أخجلوا تواضعي وعزوفي عن التباهي والادّعاء الزائف، على تنظيم هذه المناورة منذ أن كانت فكرة في العقل قبل أن تنتقل إلى حيّز التنفيذ وتصبح حقيقة ملموسة واقعيّة، فإنّ الثناء الحقيقي والشكر غير المحدود هو لأولئك الجنود المجهولين في الأرض المعلومين في السماء، أبطال الهيجاء وفرسان الوغى الذين بمناورتهم الرائعة، وجهدهم الكبير وإنجازهم العظيم دبّوا الرعب في قلب العدو وأرسوا الطمأنينة في نفوس أبناء شعبنا العظيم”.
وأكد أنّه “كنّا نتوقع حملة تجَنٍّ محليّة من سياسيين آثرنا عدم الردّ عليهم، ومن وسائل إعلام نعرف مسبقاً توجهها السياسي وعداءها الصريح للمقاومة منذ أن كانت إلى اليوم، ولكنّنا آثرنا أن نوجّه لهم الدعوة وأن نرحّب بهم وأن نقوم بواجبهم بما يلزم وبما نقدرعليه من حفاوة في الاستقبال والتعامل بما نحن عليه من دون أن نخدش شعور أحد بما يسيء إليه، وتعاملنا معهم معاملة الأصدقاء والأحبّة، وفتحنا لهم أبواب المعسكر بكامل إرادتنا وحريتنا وصفحات قلوبنا، ونتفهّم حتى ما كتبوا ونشروا انطلاقاً من أنهم أبناء شعبنا وأهل بلدنا الذي ليس لنا فيه أعداء ولم نتدخل إطلاقاً في عملهم أو توجيه أخبارهم، إيماناً منّا بحريّة الكلمة واحترام الاختلاف والتنوّع”.
واعتبر أنّه “مع ذلك حقٌ لنا أن نردّ على مانشيتات من نوع “استعراض الترسانة” “وماذا جنى حزب الله؟” وتقارير تلفزيونيّة تتباكى على السيادة ولا يرونها عندما تُناور وتُعربد إسرائيل في سمائنا وبحرنا، وتصريحات مسؤولين وظيفتهم الحقيقيّة هي نحن، ومن هذه الوظيفة يأكلون ويمارسون دورهم السياسي وإلاّ كانوا عند أسيادهم ومموّليهم ورعاتهم هامشاً خارج المتن والنصّ”.
وأردف “لم نستعرض إلاّ جزءاً بسيطاً للغاية من قدراتنا العسكريّة، وفي النهاية هي مناورة رمزية مليئة بالرسائل والدلالات والإشارات إلى من يجب أن يفهم ويتلقى هذه الرسائل. أمّا قدراتها الحقيقيّة المخفيّة التي يبحث عنها العدو في الليل والنهار ومن أجلها يُجنّد العملاء ويُرسل طائرات الاستطلاع فهي القوة التي سوف يراها مباشرةً في الميدان عندما يأتي الإذن ويصدح المؤذِّن”.
وأوضح أنّ “المناورة بالكامل هي مناورة هجوميّة بحتة بإتجاه الجنوب، من أسر الضابط الصهيوني، إلى الهجوم على حاجز صهيوني، إلى سائر المهارات القتاليّة التي استعرضها المجاهدون وصولاً إلى الهجوم على المستوطنة الصهيونيّة في شمال فلسطين الحبيبة وتحرّرها وإسقاط العلم الإسرائيلي عنها ورفع العلم الأصفر إلى عبور الجدار وسواها من المعاني الرمزيّة”، مؤكّداً أنّ “هذه المناورة في الشكل لم تكن أبداً موجّهة إلى الداخل اللبناني وقد قلنا ذلك صراحةً في الميدان نفسه على لسان راعي المناورة حتى تسمع ذلك كلّ أُذُن واعية وقلب حيّ”.
أضاف “على العكس من ذلك فإنّنا ندعو الجميع للاستفادة من قوّة المقاومة وقدراتها بصفتها عنصر أمان لبنان من العدوان، كما حدث في تجربة استعادة الحقوق النفطيّة الغازيّة من بحرنا ومياهنا، بدل التصويب عليها ورميها بالشكوك والاتهامات والسهام التي تعلمون ونعلم أنها لا تؤثّر فينا ولا في معنويّاتنا”.
وردّاً على الذين سألوا ماذا جنى حزب الله من المناورة، قال عفيف “إنّ الذي قدّم التضحيات وروى الأرض بالدماء وأتى بالانتصارات ويحظى بتأييد شعبه وأمّته، ولديه الآلاف المؤلّفة من الجنود المقاومين الذين لو أمرهم القائد السيّد المنصور بإذن الله، أن يحملوا على الجبال لأزالوها، لم يكن يبحث عمّا يجنيه من مكاسب لا سياسيّة ولا معنويّة ولا إعلاميّة، اللهم ما يجنيه لبنان من ردع للعدوان ودبّ الرعب ومناخ الهزيمة داخل كيان العدو، ولو أنكم اطّلعتم على تعليمات الرقابة الإسرائيلية بتجنّب الحديث عن المناورة، لعلمتم كم فعلت فعلها وألقت بظلّها الثقيل على كيان بيت العنكبوت”.
وتابع “أخيراً إلى الأرعن وصاحب الحسابات الخاطئة، وعلى الأرجح أنك لم تدرك بعد معاني الانكفاء من اليمن، ومغازي التفاهم السعودي الإيراني وظلاله على المنطقة، وعودة سورية الكريمة إلى الجامعة العربيّة بعد سنوات الصبر والصمود الثقيلة التي تكلّلت بالانتصارات، ومعنى سقوط التطبيع، ومعنى أن تطلق القذائف في عرمتى فيُسمع صداها في تل أبيب. نقول لك مجدّداً ليس للمناورة أيّ بعد داخلي لا سيّما عند ربطها ضمن حساباتك الخاطئة برئاسة الجمهوريّة. إنّ رئاسة الجمهورية تُصنع حصراً في مجلس النوّاب بالصورة الديمقراطيّة الحقيقيّة والتوافق الداخلي، أما عرمتى وكسارة العروش وجبل الريحان وإقليم التفاح ومعسكرات المقاومة فتصنع المجد والانتصار والخلود”.
وهنّأ عفيف وزير الإعلام زياد المكاري على اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربي “في توقيت ممتاز بعد انحسار العاصفة، وتصفير الخلافات”، مضيفاً “أنا مؤمن أنّ بيروت هي العاصمة الدائمة للإعلام العربي حيث تتوافر الحريّة والتنوّع والاختلاف والتعدّد والإبداع، بعيداً من اللون الواحد والصوت الواحد والرواية الرسميّة والحجب والمنع ومحاكمة المغرّدين، ولكن أيضاً يا معالي الوزير بعض الإعلام اللبناني مريض، مريض بالتحريض والتشجيع على الفتنة وتعميق الانقسامات والتركيز على ما يُفرّق لا ما يجمع وبالإثارة على حساب الموضوعيّة والصدقيّة، وبالحملات المأجورة المدفوعة الثمن التي تُزكم روائحها العفنة الأنوف، وحيث تستضيف الإرهابيين على الهواء، وحيث تستخدم مفردات سوقيّة وعبارات نابية لا تليق لا بالإعلام ولا بالإعلاميين، على أمل أن تُشكّل مبادرة بيروت عاصمة للإعلام العربي فرصة طيّبة لإعادة الاعتبار إلى قيَم ومواثيق المهنة الصادقة والشريفة، الرحمة للشهداء الأبرار وكلّ نصر وأنتم بألف خير”.
وفي الختام وُزِّعت الدروع التقديريّة على المحتفى بهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى