الوطن

لقاء للأحزاب اللبنانيّة والفصائل تضامناً مع جنين: كلُّ قوتنا مع فلسطين وشعبها حتى النصر

نظّم لقاء الأحزاب والشخصيّات الوطنيّة والإسلاميّة اللبنانيّة وتحالف الفصائل الفلسطينيّة لقاءً تضامنيّاً مع جنين ومخيّمها، في حضور شخصيّات سياسيّة وحزبيّة، في مقرّ «جبهة العمل الإسلامي» الرئيسي.
الراسي
قدّم للقاء عصمت العريضي، ثم كانت كلمة الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة، ألقاها النائب السابق كريم الراسي الذي قال «اسمحوا لي اليوم أن نوجّه كلمة لإخواننا في فلسطين، لشهداء فلسطين، لأهل وأمهات وآباء وأخوة وكلّ عائلات الشهداء الفلسطينيين»، لاقتاً إلى أنّنا «في لبنان لدينا تجربة من بعد محاولات عدّة بالوساطات الدوليّة والعربيّة وبعد سنين من المحاولات، رأينا أنّه لم يُحرّر أرضنا وكرامتنا وكلمتنا إلاّ المقاومة المسلّحة التي حرّرت هذا البلد. قبل المقاومة كانت الناس تعتبر أنّ كلّ ما يجري دفاعاً عن أرضنا هو إرهاب».
أضاف «اليوم الذي نراه في جنين، العمليّة البطوليّة الكبيرة في تل أبيب أمس برهنت للعالم كلّه أن الشعب الفلسطيني لآخر نفس سيُحرِّر أرضه، إمّا النصر أو الشهادة، ومن يمشي على هذا المبدأ لا شيء يردعه أو يقف في وجهه».
وأكّد أنّ «المقاومة في لبنان والتضحية والشهادة في فلسطين، ليس لها خطّة بديلة بل هي الخطّة الأساس، هي قضيّة مقدسة، تحرير فلسطين وإعادة عاصمتها القدس. ليس لدينا إلاّ هذا الخيار، نحن اليوم دفعنا ثمناً غالياً، يقولون إنّنا لا نحبّ الحياة، كلاّ بل نُحبّها أكثر منكم لكنّنا نُحبها بكرامّة وعزّة».
الجعيد
بدوره، أشار المنسّق العام لـ»جبهة العمل الإسلامي» في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد، إلى أنّنا «اليوم نشهد ولادة جديدة للمقاومة، أثبتت كلّ الساحات في المقاومة في لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران وكلّ فصائل المقاومة الفلسطينيّة، أنّ المعركة معركة جميع هؤلاء. وأنّهم كانوا جاهزين ويدهم على الزناد، وكانت عمليّة تل أبيب البارحة من حركة حماس خير دليل على وحدة المقاومة الفلسطينيّة، ولم يكن حزب الله ولا إيران بعيدين عن جنين ونصرتها، فانتصار جنين هو انتصار لكلّ المحور».
واكيم
ورأى رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم في كلمته إلى أنّ «من يرتكب الجرائم في فلسطين ليست إسرائيل، هي أميركا وهذه الإسرائيل ما هي إلاّ وجه من وجوه أميركا»، مشيراً إلى أنّ «لأميركا في بلادنا مصالح وشركات ومؤسسات وأتباعاً وعملاء، لقد آن الأوان للخروج من رتابة الصراخ والشكوى، لماذا لا نجعل من مصالح أميركا وأتباعها بنك أهداف؟ لماذا لا نرّد على هذه الجرائم بضرب هذه المصالح والأتباع؟ بهذا نتحول إلى مساندين ومناضلين لشعب فلسطين، وننتقل إلى معادلة ردع جديدة مع العدو الحقيقي أميركا. إن مبادرتنا لهذا العمل ستجعل كلّ الأمم تقتدي بنا وستكون لهذه نتائج مزلزلة على أميركا».
عبد الهادي
ثم ألقى كلمة تحالف القوى والفصائل الفلسطينيّة أمين سرّ التحالف وممثّل «حركة حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهــادي الذي أشار إلى أنّ «الاحتلال أعلن عن أهداف لعمليّته الإجرامية ضدّ مخيم جنين فلخصها بالقضاء على المقاومة، وعلى مركز ثقل المقاومة في الضفّة الغربيّة واستئصالها». وقال «انتهت هذه العمليّة ولم يتحقّق الهدف، تكتيكيّاً انتصرت المقاومة في جنين في هذه الجولة، والانتصار عندنا، أخداً في الاعتبار الإمكانات والفرق بيننا وبين العدو، الانتصار عندنا هو الصمود وعدم تمكين الاحتلال من تحقيق أهدافه».
أضاف «أمّا إستراتيجيّاً، فالاحتلال استخدم أسلحةً ثقيلةً من طائرات ودبّابات وجنود من النخب وفشل في دخول المخيم الذي يقلّ عن كيلو متر مربع بفعل إرادة وصمود المقاومين في المخيّم، والإعلام الصهيوني حاول أن يُظهر أن الناس تهرب من المخيم، وهذا لم يحصل، لم ولن يخرج أيّ فلسطيني من مخيّمه وأرضه. في غزّة في معركة سيف القدس رغم الصواريخ وكثرتها لم يخرج أيّ فلسطيني واحد من أرضه».
قماطي
أمّا كلمة المقاومة في لبنان فألقاها الوزير السابق محمود قماطي، الذي قال «جنين اليوم تصنع الموقف التاريخي وتربطه بالمواقف التي سبقت في صراع الحقّ ضد الباطل، وفي مواجهة المقاومة الفلسطينيّة لهذا الكيان الموقّت، هذا الموقف سيرتبط بكلّ ما سيأتي لأنّ الصراع ليس آنيّاً وموقّتاً، هو صراع طويل، حتى تحرير كامل فلسطين».
أضاف «الرسالة الأولى إلى العالم التي وجهتها جنين اليوم، أيّها العالم الظالم الذي تدعم هذا الكيان الموقّت والعدوان والاغتصاب، تقول لك جنين أنّ هذا الشعب متمسّك في أرضه بكلّ الأجيال. إلى متى تبقى أميركا تغضّ الطرف وتدعم هذا الكيان، إلى متى لا تريد أن تفهم الحقيقة أنّ هذا الشعب سيستمرّ بمقاومته؟ سيستمرّ لتحرير آخر شبر من أرضه. وهو متمسّك بأرضه حتى النهاية ولن يبقى صهيوني واحد على هذه الأرض».
وتوجّه إلى «العالم العربي المطبّع مع هذا العدو»، قائــلا: «هــا هــي جنــين تصرخ والصفعة تأتيكم على وجوهكــم من جنــين، أيّــها المطبِّعــون الأذلاّء ها هي الكرامــة والشجاعة والموقــف الوطني والعربي والعروبي يصــرخ في وجهكــم، تراجعوا عــن هــذا الــذل والعــمليّة المذلّــة لكــم ولأنظمتكم».
وختم «باسم المقاومة فــي لبنــان واســم لبنان، نحن مع الشعب الفلســطيني، نحن معه وإلى جانبه، وباسم محور المقاومة في المنطــقة باسم كلّ دول محور المقاومة وحركاتــها نحن مع فلســطين، هذا المحور يسجــل يوماً بعد يــوم انتصــارات متتالية وكلّ قوتنا مع فلسطين وشعبها حتى النصر».
عبد العال
وألقى كلمة فصائل منظّمة التحرير الفلسطينيّة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين مروان عبد العال، فوجّه تحيّة إلى جنين، «إلى الشهداء الذين يصنعون المستحيل، هؤلاء الذين قدّم العدو شهادة لهم حين قال صحافي منهم أنّه رأى شعباً من طينة أخرى». وقال «جنين هي فلسطين، هي بلد، بل هي أكبر من ذلك، هي كلّ محور المقاومة. وجنين هي أكثر من جسد، هي روح المقاومة التي تتجدّد دائماً، هي الابنة الشرعيّة للثورة، هي الماضي والحاضر والنصر القادم، هكذا نحن نرى جنين».
صالح
وكانت كلمة لعضو المجلس الاعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة قاسم صالح، قال فيها «انسحب العدو الصهيوني من جنين مهزوماً بعد فشله في تحقيق الأهداف التي حدّدها وهي تفكيك خلايا المقاومة ونزع السلاح وتدمير ورشات تصنيع وتطوير الأسلحة لتعلن جنين ومقاوموها أنّهم قادرون ومصمّمون على الصمود والمواجهة وصدّ وطرد جنود وآليّات العدو وإسقاط مفاعيل العدوان الغاشم برّاً وجوّاً على مدينة جنين ومخيّمها، الذي أدى إلى ارتقاء ثلاث عشرة بطلاً من مجاهدي المقاومة شهداء، وسقوط أكثر من مئة وعشرين جريحاً أثناء المواجهات الملحميّة التي أبدعت فيها جنين متصدية لاقتحامات العدو الصهيوني، رغم استخدامه أفتك أنواع الأسلحة المتطورة. وقد استطاعت المقــاومة عبر غرفة العمليات المشتركة أن تردع العدو وتُكبِّده خسائر في الأرواح والمعدّات».
أضاف «إنّ الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربيّة إذ تبارك للشعب الفلسطيني هذه الكوكبة من الشهداء، وهذا الإنجاز الكبير، فإنّها تُدين هذا الاعتداء الغاشم وتستنكر الصمت العربي المريب والمخجل والتواطؤ والغطاء الدولي السافر، على هذه الجرائم المتكرّرة. وتدعو إلى موقف فلسطيني حاسم يُلغي ما يسمى اتفاقيات أوسلو والتنسيق الأمني مع العدو».
حنا
وأخيرا، كانت كلمة رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا، قال فيها «أيّها الأحباء والإخوة المجتمعين في بيروت رفضاً للعدوان الهمجي الغاشم على شعبنا الفلسطيني وتضامناً مع أهلنا وأحبائنا في جنين الصمود. كلّ التحية للأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة والفلسطينيّة، وكلّ التحيّة لكلّ واحد منكم أنتم المجتمعين، من أجل فلسطين وشعبها المظلوم ومن أجل جنين التي تحاصر ويُعتدى عليها في كل حين».
ـضاف «نقف إجـــلالاً لدمــاء شــهدائنا الأبرار الذين يرتقون في كلّ يـــوم دفاعاً عن فلسطين وشعبها ومقدساتها، في كلّ يوم عنــدنا شهيد وأكثر، في كلّ يوم عندنــا وداع، ودمــاء شــهدائنا الأبــرار لن تذهب هدراً، وتضحيات شــعبنا لن تذهب هدراً، وستقود حتماً إلى دحر هذا الاحتلال الغاشم».
وتابع «أحييكم أيّها الأحبّاء من القدس، نزيف القدس هو نزيفنا جميعاً، وما تتعرّض له القدس لا يمكن وصفه بالكلمات، نزيف جنين ومخيّمها وكلّ بقعة في هذه الأرض، هو نزيفنا جميعاً. الاحتلال يعتدي ويتآمر علينا ويقتل أبناءنا ويعتقل شبابنا ويهدم ويستولي على ممتلكاتنا العامّة والخاصّة، يريدون أن نكون في حالة استسلام وضعف، وهذا لن يحدث أبداً. الفلسطينيون يناضلون ويقدمون التضحيات الجسام ولن يرفعوا الراية البيضاء في أيّ مكان من هذه الأرض المقدسة. لن نكون في حالة استسلام وضعف ويأس وإحباط. معنويتنا عالية، إرادتنا صلبة، وسيبقى الفلسطينيون يدافعون عن أرضهم ومقدساتهم».
وختم «أشكركم وأتمنى أن يكون هناك تحرّك جادّ من أمّتنا، لقد قال العرب يوماً إنّ فلسطين هي قضيتهم الأولى، وأتمنّى أن تكون ما زالت كذلك. عدوّنا واحد ووجب أن نكون جميعأ في خندق واحد للدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى