أخيرة

دبوس

ما هكذا تورد الإبل يا جعجع

رغم أنه أدين بما لا يدع مجالاً للشك بمجموعة كبيرة من الجرائم، تتراوح بين تفجير الكنائس، كيما يتمّ إلصاق التهمة بالآخرين، وبين الاغتيالات والاختطاف والمجازر، وهي ليست إدانات شعبوية عشوائية هوائية نابعةً من الكراهية والغلّ أو الرغبة في تشويه السمعة، الرجل أدين من قبل مؤسسات حكومية قضائية جنائية لا ترسل الاتهامات على عواهنها، بل تتحرّى الدقة في التحقيق والبحث وجمع الأدلة الدامغة، ومن ثمّ يُصار الى إصدار الأحكام المناسبة من قبل قاضٍ محايد…
هذا هو ما حدث بالضبط مع جعجع، ارتكب مجموعة كبيرة من الجرائم، فألقي القبض عليه، وجُمعت ضدّه الأدلّة التي لا يعتريها ايّ شك، وحوكم وحكِم عليه، وأودع السجن، وقضى من العقوبة أحد عشر عاماً، وما كان ليخرج لو كان في بلد آخر، وفي حقيقة الأمر، كان جعجع ليلقى مصيراً آخر في كثير من بلدان العالم، لو أنه ارتكب مثل هذه الجرائم فيها، ولكنه كان محظوظاً لأنه ارتكبها في لبنان، فأطلق سراحه بعفوٍ، وعاد يمارس حياته بطريقة طبيعية، وليس هذا فحسب، بل رأيناه ينشئ حزباً ويكون له أعضاء في البرلمان، ويظنّ في لحظة تجلٍّ وانسجام أنّ بإمكانه أن يطلق ما هبّ ودبّ من الاتهامات ضدّ أولئك الذين لو قيّض للفضيلة أن تتجلّى في مخلوق بشري، لكانت تمثّلت في حزب الله وقيادة حزب الله ومقاتلي حزب الله…
لقد ذهبتَ بعيداً يا جعجع، وعليك إنْ أنت جلست في خلوةٍ ليلية فيما هو آتٍ من الأيام، أن تشكر الله على أنّ أخصامك هم من أمثال حزب الله، الذين يترفّعون عن أن ينزلقوا الى منزلقٍ يترح فيه التافهون ويمرحون،، ويجعلون من ساقط القول ومتدنّيه عنواناً لخطابهم السياسي البائس.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى