أولى

المقاومة ولعبة الوقت…

‭}‬ كلود عطية
ضمن قواعد الاشتباك تلعب المقاومة بالأدمغة المحرّكة للحرب على غزة فتسقطها في هلوسات قراراتها المتسرّعة وتقودها إلى الجحيم وهي في قمة الذلّ والخوف والتردّد والكفر بكيانها ومن يقود هذا الكيان المشبوه الساقط من قاموس الوجود رغم كل الوعود الكاذبة…
المقاومة الحاضرة في إيمانها وعقيدتها واستراتيجيتها ورجالها وأسلحتها، تتلاعب بمشاعر يهود الداخل والخارج، في محاولة نهائيّة لتوضيح حقيقة تركيبتها وقيادتها التي تتقن فن المواجهة المصيرية وتدرك تماماً معنى الحرب والقتال حتى النصر الأكيد… كما تُدرّس بلباقة معنى اتخاذ القرارات الحاسمة، وإتقان لعبة الوقت، والتوقيت، والخطاب، والإعلام، والكلام المسؤول الملتزم بتحقيق الأهداف التي تدور في فلك الهدف الأول والأخير الذي لوّن طريق القدس بدماء الشهداء.
المقاومة المترفّعة عن التجاذبات والخطابات والتحليلات والتقارير الإعلامية التسويقية المشبوهة، تحلّق بتواضع فوق كلّ الأحقاد الطائفية والمناطقية والشخصانية، وتلتزم الصمت المطلوب الذي تفسيره «الصمت الاستراتيجي (strategic silence)» فهو ليس فقط الامتناع عن الردّ المتسرّع فحسب، بل هو أعمق؛ إذ يُقصد به تجميع الأفكار حتى تحين اللحظة المناسبة لطرحها. فما أكثر الأفكار التي يتمّ تجاهلها أو تسفيهها لأنها طُرحت في التوقيت الخطأ».
كما تدرك المقاومة بشكل لا يقبل الجدل أنّ البعض في لبنان كما في فلسطين المحتلة، يقتله سلاح الصمت تجاه إساءاته وتوقعاته.. فيسقط الجميع في مصيدة الصبر والحكمة…
هي المقاومة التي تعانق كلّ المقاومين الصامدين في وجه الظلم والظالمين.. وتقدّم الشهداء بابتسامة ونظرة إلى السماء.. فلا حياء في الدفاع عن كلّ حبة تراب من هذه الأرض والاعتراف بانتصارات الشركاء في هذه الاستراتيجية المقاومة العظيمة..
العقيدة المقاومة القائمة على الإيمان والأخلاق والقيم الحياتية قد تنسجم بالنسبة للمقاومة مع «العقيدة القتالية»(Fighting Doctrine) للدلالة على المستوى العملياتي من العقيدة العسكرية، و»عقيدة القتال»(Combat Doctrine) للإشارة إلى المستوى التعبوي.. إلا أنها في حقيقة ذاتها عقيدة مترسّخة في البنية الثقافية والاجتماعية الممتدّة إلى عمق الثورة الإسلامية التي يُعتبر الإمام الخميني رمزاً مؤسساً لها.
هذه المقاومة/ الثورة التي تُساند المستضعفين في العالم بغضّ النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم؛ انطلاقاً من رؤية الإمام الخميني تتركز على دعم ومساندة المستضعفين والتضامن معهم لكونهم ضحايا القوى الكبرى والمستكبِرة.
في النتيجة تبقى المقاومة ضمن قواعد الاشتباك والقتال دائماً انطلاقاً من واجبها الديني والأخلاقي والوطني، ويبقى شعار نصرة المستضعفين في الأرض كرمز للمقاومة ضدّ الظلم والقمع.
هي مسألة وقت، وللحديث تتمة…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى