أخيرة

دبوس

التفوّق اللاأخلاقي لـ «الشعب المختار»

لست أرى في المقدرة الحربية «الإسرائيلية»، وبعد ثلاثة أرباع القرن من التطوير والتعزيز بأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا والتذخير، سواء أكان من نتاج المقدرة «الإسرائيلية» بحدّ ذاتها أو إمداداً متواصلاً من الغرب وعلى رأسه أميركا، لست أرى في هذه المقدرة سوى طفرةً في منطقة تقتيل المدنيين وتدمير البنى التحتية والتخريب الممنهج لكلّ مقوّمات الحياة المدنية، من مدارس ومستشفيات وطرق وأماكن عبادة، وبالتأكيد للمجمعات السكنية والبيوت الآهلة بالسكان المدنيين ثم الادّعاء بعد ذلك وقبله لسردية انّ المقاومة سواءً في غزة أو الضفة الغربية او لبنان هي في حالة تداخل مع السكان، وأن لا سبيل لضربها سوى بالتدمير الممنهج والمخطط له مسبقاً لكلّ الوجود المدني…
هذا كيان قاتل شاذ، وهو آخذ من خلال انعدام أيّ ضوابط أخلاقية تؤثر في عقيدته القتالية، آخذ في تغيير الكثير من المفاهيم والقيَم التي دأبت الإنسانية ومنذ قديم الزمان على الأخذ بها، وذلك للإبقاء على إنسانية الإنسان حتى في حالة اللجوء الى السيناريوات العنيفة لحلّ الخلافات بين المجموعات البشرية.
قتل المدنيين، وبالذات الأطفال والنساء أصبح عقيدة قتالية متبنّاة بالكلية من قبل قيادات هذا الكيان الاستراتيجية، هذا العدو صادق مع نفسه، لقد أدرك تماماً انّ جيشه هو جيش جبان، لا يستطيع ان يكون ندّاً لمقاتلينا، سواءً في فلسطين او لبنان او أيّ مكان في المنطقة، وتبيّن له ان لا طاقة له في القتال الفروسي الجبهوي الذي يتطلب قدراً كبيراً من القوة المعنوية والروحية، فطفق يبحث عن تطوير كلّ أنواع التكنولوجيا والتذخير لاستهداف الاطفال والنساء والمجاميع المحايدة.
لا أستبعد ان يكون اقتحام نهاريا والإمساك بهذه الجغرافيا وكذلك الديموغرافيا هدفاً مخططاً له بدقة في المستوى الاستراتيجي الأعلى لدى المقاومة في لبنان، لأنّ ذلك هو الأكثر كبحاً لهذا الكيان المجرم، والذي أصبح قتل الأطفال والنساء هو التكتيك والاستراتيجيا العليا لديه، لا يحسن أيّ نمط من أنماط القتال سوى ابتداع كلّ الوسائل لقتل الأطفال والنساء، والهروب بجدارة من ميادين القتال الرجولي…
لا يجب ان ننتظر هذا العدو للقدوم إلينا لقتاله قتالاً متقارباً، علينا ان نبدأ في أخذ زمام المبادرة للوصول إليه، واقتحام تجمعاته وإجباره على القتال المتقارب.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى