أولى

مفاوضات باريس

وفق تأكيدات لموقع المونيتور، توجّه الى باريس رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا حاملاً مقترحات تفاوضية جديدة لملاقاة مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز وكل من رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ورئيس حكومة قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في لقاء يُعقد للمرة الثانية في محاولة للتوصّل إلى مسودة اتفاق لتبادل الأسرى بين جيش الاحتلال وحركة حماس.
يأتي اللقاء في باريس بعد مواقف إسرائيلية متشددة أوحت بأن العودة إلى المواجهة العسكرية، باتت حتمية لإنتاج معادلات يمكن البناء عليها قبل أي جولة تفاوض جديدة، في ظل حديث إسرائيلي عن معركة رفح كبديل حاضر، بينما كانت حماس قد هدّدت بالذهاب إلى تعليق التفاوض ما لم يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة. وقالت الاستجابة الإسرائيلية، إن الحديث عن الذهاب الى الحرب هو مجرد حرب نفسية، وإن الخيار التفاوضي لا يزال على الطاولة، وليس لدى حكومة الاحتلال بديل عسكري للتفاوض.
جولة باريس الجديدة تبدو حصيلة محادثات غير مباشرة أجرتها كل من واشنطن والدوحة، مع كل من حكومة الاحتلال وقيادة حماس، وصلت إلى نقاط متقاربة أتاحت عقد الجولة الجديدة، حيث وفد قيادي من حماس في القاهرة بهدف البقاء على اتصال برئيس المخابرات المصرية الذي توجّه إلى باريس، بينما رئيس الموساد أيضاً هناك.
ما قالته الخارجية الأميركية وعضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس، عن إشارات إيجابية لوجود فرص التوصل إلى اتفاق، تعبير عن النقاط المتقاربة التي تحملها المسودات الجديدة، وهي تعبير أدقّ عن استنفاد خيار الحرب لدى جيش الاحتلال لفرص تحقيق تعديل جدي في موازين القوى يغير في ميزان التفاوض، رغم كل التهويل بمعركة رفح.
ما تشهده ميادين القتال في غزة يومياً، وما يرد من جبهة لبنان، وما يحصل في البحر الأحمر، يقول إن الكثير من الكلام عن فرص الخيار العسكري من الجانب الأميركي والإسرائيلي يندرج في إطار الحرب النفسيّة. كما تقول التقارير التي تتحدث عن تسوية مركبة لجبهات غزة ولبنان والبحر الأحمر، أن التوازنات والمعادلات باتت واضحة، لجهة استحالة لي ذراع محور المقاومة، وأن التسليم بنتائجها قبل الدخول في اختبارات تحمل المزيد من النتائج السلبية على الجبهة الأميركية الإسرائيلية، قد يكون أفضل من المكابرة والتورّط باختبارات غير مضمونة النتائج وتحمل مخاطر الخروج عن السيطرة.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى