مقالات وآراء

لماذا انتقدت الأمم المتحدة إنشاء الممر المائي المؤقت؟

عمر عبد القادر غندور*

مع بداية الشهر الخامس على حرب الإبادة التي يتعرّض لها قطاع غزة والتي بلغ عدد ضحاياها رقماً قياسياً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، أعلنت الولايات المتحدة عقب تحذيرات من انّ قطاع غزة الذي مزقته الحرب أصبح على شفا مجاعة واسعة النطاق، من خطط لإنشاء ممر بحري عائم قبالة شواطئ غزة يهدف الى نقل المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الى المدنيين في القطاع، ويُنقل عبره الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة!
هذه “الرحمة الإنسانية” التي هبطت فجأة على الإدارة الأميركية على نحو عاجل نتساءل عن الرابط بينها وبين ما طرحته “إسرائيل” في الأسابيع الأولى للحرب عن خطة مماثلة قالت عنها واشنطن حينها إنها تعمل بشكل وثيق مع صنيعتها “إسرائيل”؟
ولم تُعرف بعد تفاصيل ما وُصف بالرصيف العائم مقابل غزة ولم يقدّم المسؤولون الأميركيون الكثير من التفاصيل بشأن من سينفذ المساعدات وكيف سيتمّ تسليمها بمجرد وصولها الى غزة؟ وخاصة انه لا يتوقع ان تكون هناك قوات أميركية ظاهرة او مخفية كالتي شاركت في القتال في غزة الى جانب الصهاينة!
لكن التقارير الأميركية الإعلامية ذكرت انّ البيت الأبيض وصف المبادرة بأنها “مهمة طارئة” من شأنها ان تسمح بتسليم مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عبر رصيف عائم، وانّ إنجاز هذا الأمر سيستغرق من 30 الى 60 يوماً للتنفيذ يُشرف عليه مئات من عناصر القوات الأمنية الأميركية على متن السفن التي سترابط بمواجهة الشاطئ الغزاوي، تماشياً مع تفويض الرئيس بايدن شريطه عدم وجود جنود أميركيين على الأرض داخل غزة …
وفي التسريبات انّ المساعدات التي ستصل الى الشاطئ الغزاوي ستغطي كلفتها الإمارات العربية المتحدة شرط ان تحط أولاً في قبرص حتى يتسنّى للصهاينة الكشف عليها قبل إبحارها الى غزة، مع الإشارة إلى أنّ الممرّ البحري لن يكون بديلاً عن الخط البري مع غزة.
وعن انتقاد الأمم المتحدة لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية لغزة ومنها خطة إنشاء ميناء مؤقت وإنزال المساعدات جواً في وقت استشهد فيه خمسة فلسطينيين خلال إحدى عمليات الإنزال الجوي في القطاع يوم الجمعة الماضي. ووصف خبير في الأمم المتحدة تلك الجهود بأنها أساليب عبثية ومثيرة للسخرية طالما استمرّت المساعدات العسكرية اللامحدودة الأميركية لـ “إسرائيل”!
ولو كانت الولايات المتحدة صادقة وحريصة وراغبة فعلاً في وقف حرب الإبادة والتطهير العرقي لاجتثاث الفلسطينيين، لما استعملت الفيتو وعطلت قرار وقف إطلاق النار بمفردها، وهي القادرة على إرغام “إسرائيل” لوقف حربها الإلغائية على سكان غزة فوراً تحت طائلة وقف تزويدها بأحدث المعدات العسكرية والذخائر!
وما هذه المسرحية التي بدأت بإلقاء المظلات التي تحمل المساعدات الغذائية المزعومة وانتهاء باستحداث رصيف مائي عائم سوى استغباء لعقول الناس وعلى من بقي منهم على قيد الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى