ضبابية وجود الغاز في المياه اللبنانية!
} عمر عبد القادر غندور*
راودت اللبنانيين أحلام وردية بشأن وجود كميات من الغاز في مياههم، ولكن المفاجأة أتت مع نهاية العام 2023 على خلفية الحفريات التي أجرتها شركة «توتال» الفرنسية في حقل قانا، و «مررت» على دفعات انّ الحقل لا يحتوي على الغاز، وليس بعيداً عنه حقل كاريش في المياه الفلسطينية، وقد ترافق زمن الإعلان «المخيّب» مع انطلاق «طوفان الأقصى» الذي استأثر بالأضواء ما استدعى ذلك من متابعة وملاحقة…
ورغم انّ التسريبات التي سبقت «النعي النفطي» كانت واعدة ومتفائلة وصادمة وغير مقبولة في ضوء معلومات صادرة من مؤسسات وأبحاث وبيانات تؤكد انّ الشطر الشرقي من البحر المتوسط ايّ الشاطئ السوري واللبناني والفلسطيني على موعد مع ثروات غازية ونفطية هائلة قبالة سورية ولبنان لجهة المتوسط خاصة!
وهناك تفصيلات ودراسات فنية متخصصة انّ الصخور التي جرت عليها الدراسات والحفر كانت جيدة على عمق 3761 متراً، وانّ ما يتعلق بأخذ عيّنات من البئر الذي جرى عليه الاختبار على عمق 3651 متراً قد أظهر بدء توقف التشغيل خلال ضخ العيّنات وهو ما يثير القلق بشأن صحة وموثوقية العيّنات التي تمّ جمعها من البئر !
وكان واضحا انّ الفترة التي لازمت مفاوضات التكرير لشركة توتال والبدء بحفريات حقل قانا كانت واعدة، ولا نظن انّ الخبراء الفنيين انطلقوا من فراغ وانّ شيئاً ما استجدّ مع انطلاق «طوفان الأقصىّ، ولا نظنّ أبداً انّ الحكومة اللبنانية كانت على بيّنة مما جرى، وأنها ايّ الحكومة، علمت بالامر عندما صدر بيان «النعي» من توتال!
وفي حينه لم تؤكد «توتال» عدم العثور على الغاز بينما وزارة الطاقة اللبنانية ليس عندها شيء لتقوله في حينه، وتبقى التساؤلات مطروحة وبحاجة الى إجابات علمية مدعومة بالوثائق، علما انّ السلطات اللبنانية لم ترسل منذ البداية ايّ خبير لتقصي الحقائق في مسار الحفر ولا أحد يعرف فحوى التقارير اليومية التي تسجلها «توتال» خلال الحفر وتسجيلها ساعة بساعة.
وتبقى صعوبة حفر البئر الأول والإيحاء بعدم وجود غاز في البئر الثاني يضفي صورة سلبية عن احتمال حفر بئر ثالث وانتظار نتائجه، كما انّ الأسلوب الضبابي الذي تُدار به عملية الإفراج عن المعلومات المتعلقة بالحفر ونتائجه، يرجح وجود ما يُراد إخفاؤه من قرارات ذات أبعاد سياسية مرتبطة بملف التنقيب، ولا يريد أحد من القوى السياسية حمل وزر كشفها علانية فتبقى ضمن دائرة تسريبات لا يتبنّاها أحد الى حين انكشاف الحقائق في غير المناخات التي تعيشها المنطقة في الوقت الحالي…
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي