مقالات وآراء

إشكال الطريق الجديدة مؤشر خطر

 

} طلال اللادقي*

الإشكال الأمني الذي وقع مطلع الأسبوع الحالي في الطريق الجديدة، والذي أدّى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، لا يمكن اعتباره إشكالاً ابن ساعته، بل هو مقدّمات لإشكالات أخرى، وأشبه ما يكون بأنه إيذان بولادة زعامات سنية وهمية هي ليست صريحة وحاسمة.

يؤلمنا جداً ان تتدحرج مثل هذه الأحداث الدامية في الساحة السنية وغيرها، وتتسبّب في ترويع الآمنين في بيوتهم بالإضافة الى تهديد أمنهم لا لسبب إلا لتقديم «أوراق اعتماد» من خارج المزاج السني واللبناني الذي يشكو ضياعاً منذ رحيل الشهيد رفيق الحريري، وفراغاً موحِشاً خاصة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري الأخيرة عام 2019 وبروز أسماء جديدة لتولي رئاسة الحكومة، بينما مثل هذا الأمر ما كان ليحصل في زمن الزعامات السنية الوازنة.

وبمثل استعراض هذا الواقع يتبيّن الواقع التمثيلي السني منذ العام 1951 والعام 2000 ومدى التراجع على الرغم من الصلاحيات الموسعة التي أقرّت لصالح موقع الرئاسة الثالثة في مؤتمر الطائف!

ومنه يتبيّن انّ قوة شكيمة رئيس الحكومة وتمرّسه وحنكته وتدبّه وحسن تعامله مع الآخرين وداخل طائفته هو المعوّل عليه بالدرجة الاولى

ولذلك نرى تبايناً بين رئيس الحكومة وبيوت عريقة في السياسة في طرابلس وبيروت والبقاع والجنوب، وهذا يضرّ بموقع الرئاسة الثالثة وبمن يشغلها.

مثل هذا التصدّع في الطائفة السنية ما كان يوماً بهذا الوضوح، وما إشكال الطريق الجديدة الا ترجمة لهذا الواقع

وينبغي على القوى الأمنية كافة ان تتعامل مع هذه الإشكالات بحزم وتبادر الى الإمساك بمدبّري هذه الإشكالات من لبنانيين وغيرهم، وقطع دابر الفتنة وخاصة في المناطق الشعبية التي يكفيها بؤس الحياة والضائقة الاقتصادية، وان لا تسمح للمراهقات السياسية ان تتحوّل الى ما يهدّد أمن الناس وطمأنينتهم.

ولذلك ندعو الجميع وأنفسنا الى تصحيح الأخطاء داخل البيت السني، والاعتراف بكفاءات رجالات الطائفة وهم كثرة ولهم الحق في ممارسة دورهم على أكمل وجه.

*عميد ركن متقاعد، نائب رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى